كثيرة، وهو متشابه، وهو كله معنى واحد. ومتشابه:( فَاسْلُكْ فِيهَا )( احْمِلْ فِيهَا )، ( اسْلُكْ يَدَكَ )( أدخل يدك )، ( حَيَّةً تَسْعَى )( ثُعْبَانٌ مُبِينٌ ) = (١) قال: ثم ذكر هودًا في عشر آيات منها، (٢) وصالحًا في ثماني آيات منها، وإبراهيم في ثماني آيات أخرى، ولوطًا في ثماني آيات منها، وشعيبًا في ثلاث عشرة آية، وموسى في أربع آيات، كلّ هذا يقضي بين الأنبياء وبين قومهم في هذه السورة، فانتهى ذلك إلى مئة آية من سورة هود، ثم قال:( ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ ) [سورة هود: ١٠٠]. وقال في المتشابه من القرآن: من يرد الله به البلاء والضلالة يقول: ما شأن هذا لا يكون هكذا؟ وما شأن هذا لا يكون هكذا؟
* * *
وقال آخرون: بل"المحكم" من آي القرآن: ما عرف العلماءُ تأويله، وفهموا معناه وتفسيره = و"المتشابه": ما لم يكن لأحد إلى علمه سبيل، مما استأثر الله بعلمه دون خلقه، وذلك نحو الخبر عن وقت مَخْرج عيسى ابن مريم، ووقت طُلوع الشمس من مغربها، وقيام الساعة، وفناءِ الدنيا، وما أشبه ذلك، فإن ذلك لا يعلمه أحدٌ. وقالوا: إنما سمى الله من آي الكتاب"المتشابه"، الحروف المقطّعة التي في أوائل بعض سور القرآن، من نحو"ألم" و"ألمص"، و"ألمر"، و"ألر"، وما أشبه ذلك، لأنهن متشابهات في الألفاظ، وموافقات حروف حساب الجمَّل. وكان قومٌ من اليهود على عهد رسول الله ﷺ طَمِعوا أن يدركوا من قِبَلها معرفة مدّة الإسلام وأهله، ويعلموا نهايةَ أُكْلِ

(١) من أول قوله: "قال: والمتشابه..." معترض في سياق حديثه عن تفصيل القصص في"سورة هود" وتعداد آيات كل قصة. أما الآيات المذكورة هنا، فهذا بيان مواضعها على الترتيب: "سورة المؤمنون: ٢٧" / "سورة هود: ٤٠" / "سورة القصص: ٣٢" / "سورة النمل: ١٢" / "سورة طه: ٢٠" / "سورة الأعراف: ١٠٧" و"سورة الشعراء: ٢٢.
(٢) "منها" يعني من"سورة هود"، وكذلك سائر ما بعده.


الصفحة التالية
Icon