في أمر عيسى، وأما في مدة أكله وأكل أمته. (١)
وهو بأن تكون في الذين جادلوا رسول الله ﷺ بمتشابهه في مدّته ومدّة أُمّته، أشبُه، لأن قوله:"وما يعلَمُ تأويلَه إلا الله"، دالٌّ على أن ذلك إخبار عن المدة التي أرادوا علمها من قِبَل المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله. فأما أمرُ عيسى وأسبابه، فقد أعلم الله ذلك نبيه محمدًا ﷺ وأمته، وبيّنه لهم. فمعلومٌ أنه لم يعن به إلا ما كان خفيًّا عن الآجال. (٢)
* * *
القول في تأويل قوله :﴿ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ ﴾
قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك. (٣)
فقال بعضهم: معنى ذلك: ابتغاء الشرك.
ذكر من قال ذلك:
٦٦١٦ - حدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو بن حماد قال: حدثنا أسباط، عن السدي:"ابتغاء الفتنة"، قال: إرادة الشرك.
٦٦١٧- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع في قوله:(ابتغاء الفتنة) يعني الشرك.
* * *

(١) في المطبوعة: "إما مدة أجله وأجل أمته"، والتصحيح من المخطوطة، وقد سلف مثل ذلك التحريف في ص: ١٨٠، تعليق: ١، وص: ١٨٧، تعليق: ١ وفي الجزء الأول من التفسير ص: ٢١٧ تعليق: ٤. والأكل" (بضم الألف وسكون الكاف): الرزق، لأنه يؤكل. ومنه قيل لمدة العمر التي يعيشها المرء في الدنيا"أكل". يقال للميت: "انقطع أكله"، انقضت مدته، وفنى عمره.
(٢) في المطبوعة: "... أنه لم يعن إلا ما كان خفيًا عن الآحاد"، ولا معنى لها. وفي المخطوطة: "أنه يعره إلا ما كان عليه خفيًا عن الآحاد"، فرجحت أن صواب قراءتها كما أثبتها، "الآجال" جمع أجل، وهو الذي أرادوا معرفته من مدة هذه الأمة. والناسخ هنا كثير السهو والتحريف من عجلته.
(٣) انظر تفسير"الابتغاء" فيما سلف ٣: ٥٠٨ / ثم ٤: ١٦٣. وتفسير"الفتنة" فيما سلف، ٢: ٤٤٣، ٤٤٤ / ثم ٣: ٥٦٥، ٥٦٦، ٥٧٠، ٥٧١ / ثم ٤: ٣٠١.


الصفحة التالية
Icon