الله عليه وسلم والتابعون، تأويلَ الآية.
* * *
قال أبو جعفر: فإذْ كان فساد ذلك واضحًا من كلا وجهيه، فالصواب من القراءة الذي لا يصلح غيره أن يقرأ به عندنا:( وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا )، بمعنى:"اللي" الذي هو مطل.
* * *
فيكون تأويل الكلام: وإن تدفعوا القيام بالشهادة على وجهها لمن لزمكم القيامُ له بها، فتغيروها وتبدلوا، أو تعرضوا عنها فتتركوا القيام له بها، كما يلوي الرجل دينَ الرجل فيدافعه بأدائه إليه على ما أوجب عليه له مطلا منه له، (١) كما قال الأعشى:
يَلْوِينَني دَيْنِي النَّهارَ، وأَقْتَضِي... دَيْنِي إذَا وَقَذَ النُّعَاسُ الرُّقَّدَا (٢)
* * *
وأما تأويل قوله:"فإن الله كان بما تعملون خبيرًا"، فإنه أراد:"فإن الله كان بما تعملون"، من إقامتكم الشهادة وتحريفكم إياها، وإعراضكم عنها
(٢) ديوانه: ١٥١، واللسان (لوى) و(وقذ)، من أبيات، جياد أولها فيما قبله:
وَأَرَى الغَوَانِي حِينَ شِبْتُ هَجَرْنَنِي | أَنْ لا أَكُونَ لَهُنّ مِثْلِيَ أَمْرَدَا |
إنَّ الغَوَانِي لا يُوَاصِلْنَ امْرَءًا | فَقَدَ الشَّبَابَ، وَقَدْ يَصِلْنَ الأَمْرَدَا |
بَلْ لَيْتَ شِعْرِي! هَلْ أَعُودَنْ نَاشِئًا | مِثْلِي زُمَيْنَ أَحُلُّ بُرْقَةَ أَنْقَدَا |
إذْ لِمَّتِي سَوْدَاءُ أَتْبَعُ ظِلَّهَا | دَدَنًا قُعُودَ غَوَايَةٍ أَجْرِي دَدَا |