"""" صفحة رقم ٣١٦٤ """"
قوله تعالى : فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته الا دابة تاكل منساته فلما خر تبينت الجن ان لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين
سبأ :( ١٤ ) فلما قضينا عليه.....
١٧٨٨٤ عن السدى رضي الله عنه قال : كان سليمان عليه السلام يخلو في بيت المقدس السنة والسنتين، والشهر والشهرين، واقل من ذلك واكثر، ويدخل طعامه وشرابه، فادخله في المرة التي مات فيها، وكان بدئ ذلك انه لم يكن يوما يصبح فيه الا نبتت في بيت المقدس شجرة، فياتيها فيسالها ما اسمك ؟ فتقول الشجرة اسمي كذا وكذا... فيقول لها : لاي شيء نبت ؟ فتقول : نبت لكذا وكذا... فيامر بها فتقطع. فان كانت نبتت لغرس غرسها، وان كانت نبتت دواء قالت : نبت دواء لكذا وكذا.... فيجعلها لذلك حتى نبتت شجرة يقال لها الخرنوبة قال لها : لاي شيء نبت ؟ قالت : نبت لخراب هذا المسجد، فقال سليمان عليه السلام : ما كان الله ليخربه وانا حي انت الذي على وجهك هلاكي، وخراب بيت المقدس، فنزعها فغرسها في حائط له، ثم دخل المحراب، فقام يصلي متكئا على عصا، فمات ولا تعلم به الشياطين في ذلك، وهم يعملون له مخافة ان يخرج فيعاقبهم.
وكانت الشياطين حول المحراب يجتمعون، وكان المحراب له كوا من بين يديه ومن خلفه، وكان الشيطان المريد الذي يريد ان يخلع يقول : الست جليدا ؟ ان دخلت فخرجت من ذلك الجانب، فيدخل حتى يخرج من الجانب الاخر، فدخل شيطان من اولئك، فمر ولم يكن شيطان ينظر إلى سليمان الا احترق، فمر ولم يسمع صوت سليمان، ثم رجع فلم يسمع صوته، ثم عاد فلم يسمع، ثم رجع فوقع في البيت ولم يحترق، ونظر إلى سليمان قد سقط ميتا فخرج فاخبر الناس : ان سليمان قد مات، ففتحوا عنه فاخرجوه، فوجدوا منساته وهي العصا بلسان الحبشة قد اكلتها الأرض ولم يعلموا منذ كم مات فوضعوا الارضة على العصا فاكلت منها يوم وليلة ثم حسبوا على نحو ذلك فوجدوا قد مات منذ سنة وهي في قراءة ابن مسعود " فمكثوا يدينون له من بعد موته حولا كاملا " فايقن الناس عند ذلك ان الجن كانوا يكذبون ولو انهم علموا الغيب لعلموا بموت سليمان عليه السلام، ولما لبثوا في العذاب سنة يعملون له، ثم ان الشياطين قالوا للارضة : لو كنتي تاكلين الطعام اتيناكي باطيب الطعام ولو كنت