"""" صفحة رقم ٣٢٢٨ """"
يونس عليه السلام ثلاث مرات فوقع وقد وكل به الحوت، فلما وقع ابتلعه فاهوى به إلى قرار الأرض، فسمع يونس عليه السلام تسبيح الحصى فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين قال ظلمة بطن الحوت، وظلمة البحر، وظلمة الليل، قال : فنبذ بالعراء وهو سقيم قال : كهيئة الفرخ الممعوط الذي ليس عليه ريش، وانبت الله عليه شجرة من يقطين، فكان يستظل بها ويصيب منها فيبست فبكى عليها حين يبست، فاوحى الله اليه : اتبكي على شجرة ان يبست، ولا تبكي على مائة الف أو يزيدون اردت ان تهلكهم ؟ فخرج فاذا هو بغلام يرعى غنما فقال : ممن انت يا غلام ؟ قال : من قوم يونس قال : فاذا رجعت اليهم، فاقرئهم السلام واخبرهم انك لقيت يونس، فقال له الغلام : ان تكن يونس فقد تعلم انه من كذب ولم تكن له بينة قتل، فمن يشهد لي قال : تشهد لك هذه الشجرة وهذه البقعة. فقال الغلام ليونس : مرهما فقال لهما يونس عليه السلام إذا جاءكما هذا الغلام فاشهدا له قالتا : نعم. فرجع الغلام إلى قومه، وكان له اخوة فكان في منعة، فاتى الملك فقال : اني لقيت يونس وهو يقرا عليكم السلام، فامر به الملك ان يقتل فقال : ان له بينة، فارسل معه، فانتهوا إلى الشجرة والبقعة فقال لهما الغلام : نشدتكما بالله هل اشهدكما يونس ؟ قالتا : نعم فرجع القوم مذعورين يقولون : تشهد لك الشجرة والأرض فاتوا الملك، فحدثوه بما راوا فتناول الملك يد الغلام فاجلسه في مجلسه وقال : انت احق بهذا المكان مني واقام لهم امرهم ذلك الغلام اربعين سنة.
١٨٢٨١ حدثنا أبو عبيد الله ابن اخي ابن وهب، حدثنا عمي، حدثنا أبو صخر : ان يزيد الرقاشي حدثه : انه سمع انس بن مالك ولا اعلم الا ان انسا يرفع الحديث إلى رسول الله ( ﷺ ) ان يونس النبي ( ﷺ ) حين بدا له ان يدعو بهذه الكلمات، وهو في بطن الحوت، فقال :" اللهم، لا اله الا انت سبحانك، اني كنت من الظالمين " فاقبلت الدعوة تحف بالعرش، قالت الملائكة : يا رب هذا صوت ضعيف معروف من بلاد بعيدة غريبة ؟ فقال : اما تعرفون ذلك ؟ قالوا : يا رب، ومن هو ؟ قال : عبدي يونس قالوا : عبدك يونس الذي لم يزل يرفع له عمل متقبل، ودعوة مستجابة ؟ قالوا : يا رب، اولا ترحم ما كان يصنع في الرخاء فتنجيه من البلاء ؟ قال : بلى. فامر الحوت فطرحه بالعراء.