"""" صفحة رقم ٣٢٥٧ """"
رسول الله ( ﷺ ) : والاموات لا يعلمون شيئا من ذلك فقلت : يا رسول الله فمن استثنى الله حين يقول : ففزع من في السموات ومن في الأرض الا من شاء الله ؟ قال : اولئك الشهداء وانما يصل الفزع إلى الاحياء وهم احياء، عند ربهم يرزقون الله ووقاهم الله فزع ذلك اليوم، وامنهم منه وهو الذي يقول الله : يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم إلى قوله : ولكن عذاب الله شديد فينفخ الصور فيصعق اهل السموات واهل الأرض الا من شاء الله فاذا هم خمود، ثم يجيء ملك الموت إلى الجبار فيقول : يا رب قد مات اهل السموات واهل الأرض الا من شئت، فيقول وهو اعلم : فمن بقي ؟ فيقول : يا رب قد بقيت انت الحي الذي لا يموت، وبقي حملة عرشك، وبقي جيريل وميكائيل واسرافيل وبقيت انا فيقول الله : ليمت جبريل وميكائيل واسرافيل ؟ وينطق الله العرش فيقول : يا رب تميت جبريل وميكائيل واسرافيل ؟ فيقول الله له : اسكت، فاني كتبت الموت على من كان تحت عرشي، فيموتون ثم ياتي ملك الموت إلى الجبار فيقول : يا رب قد مات جبريل، وميكائيل، واسرافيل، فيقول الله عز وجل وهو اعلم من بقي ؟ فيقول الله له، ليمت حملة عرشي، فيموتون ويامر الله العرش فيقبض الصور، ثم ياتي ملك الموت الرب عز وجل فيقول : يا رب مات حملة عرشك، فيقول الله وهو اعلم فمن بقي ؟ فيقول : يا رب بقيت انت الحي الذي لا يموت، وبقيت انا فيقول الله له : انت خلق من خلقي خلقتك لما رايت فمت، فيموت فاذا لم يبق الا الله الواحد القهار والصمد الذي لم يلد ولم يولد كان اخرا كما كان اولا طوى السموات والأرض كطي السجل للكتاب ثم قال بهما فلفهما.
ثم قال : انا الجبار، انا الجبار ثلاث مرات ثم هتف بصوته لمن الملك اليوم ؟ لمن الملك اليوم ؟ لمن الملك اليوم ؟ فلا يجيبه أحد ثم يقول لنفسه : لله الواحد القهار يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات فبسطها وسطحها ثم مدها مد الاديم العكاظي لا ترى فيها عوجا ولا امتا ثم يزجر الله الخلق زجرة واحدة فاذا هم في هذه المبدلة من كان في بطنها كان في بطنها، ومن كان على ظهرها كان على ظهرها
ثم ينزل الله عليكم ماء من تحت العرش، فيامر الله السماء ان تمطر، فتمطر اربعين يوما حتى يكون الماء فوقكم اثني عشر ذراعا، ثم يامر الله الاجساد ان تنبت فتنبت