"""" صفحة رقم ٢٥٤٠ """"
وكنت جارية حديثة السن، فبعثوا الجمل وساروا، فوجدت عقدي بعدما استمر الجيش، فجئت منازلهم وليس بها منهم داع ولا مجيب، فتيممت منزلي الذي كنت به، وظننت انهم سيفقدونني، فيرجعون الي، فبينا انا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي من وراء الجيش، فادلج فاصبح عند منزلي، فراى سواد انسان نائم فاتاني، فعرفني حين راني، وقد كان يراني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي، ووالله ما تكلمنا كلمة، ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حين اناخ راحلته، فوطيت على يدها وركبتها فانطلق يقود بي الراحلة، حتى اتينا الجيش بعدما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة، فهلك من هلك، وكان الذي تولى كبر الافك عبد الله بن أبي سلول، فقدمنا المدينة، فاشتكيت حين قدمت شهراً، والناس يفيضون في قول اصحاب الافك، لا اشعر بشيء من ذلك، وهو يريبني في وجهي اني لا اعرف من رسول الله ( ﷺ ) اللطف الذي كنت ارى منه حين اشتكي، انما يدخل علي رسول الله ( ﷺ ) فيسلم، ثم يقول : كيف تيكم، ثم ينصرف، فذلك الذي يريبني، فلا اشعر بالشر، حتى خرجت بعدما نقهت، وخرجت معي أم مسطح قبل المناصع، وهو متبرزنا، فلا نخرج الا ليلاً إلى الليل، وذلك قبل ان نتخذ الكنف قريباً من بيوتنا، وامرنا امر العرب الاولين، في التبرز قبل الغائط، كنا نتاذى بالكنف ان نتخذها عند بيوتنا، فانطلقت انا وام مسطح، وهي ابنة أبي رهم ابن عبد المطلب بن عبد مناف، وامها أم ضحى بنت عامر خالة أبي بكر الصديق، وابنها مسطح بن اثاثة بن عباد بن المطلب، فاقبلت انا وابنة أبي رهم قبل بيتي حين فرغنا من شاننا، فعثرت أم مسطح في مرطها، فقالت : تعس مسطح، فقلت لها : بئس ما قلت، اتسبين رجلاً قد شهد بدراً ؟ قالت : اي هنتاه، اولم تسمعي ما قال ؟ قلت : وماذا قال ؟ قالت : فاخبرتني بقول اهل الافك، قالت : فازددت مرضاً على مرضي، فلما رجعت إلى بيتي، ودخل علي رسول الله ( ﷺ )، فسلم ثم قال : كيف تيكم، فقلت له : اتاذن لي ان اتي ابوي ؟ قالت : وانا حينئذ اريد ان استيقن الخبر من قبلهما، قالت : فاذن لي رسول الله ( ﷺ )، فجئت ابوي، فقلت لامي : يا امتاه ماذا يتحدث الناس ؟ فقالت : هوني عليك، فوالله ما كانت امراة قط


الصفحة التالية
Icon