"""" صفحة رقم ٢٥٤٣ """"
الفضل منكم والسعة ان يؤتوا اولي القربى فقرا حتى بلغ : الا تحبون ان يغفر الله لكم فقال أبو بكر : بلى والله اني لاحب ان يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه. وقال : والله لا انزعها عنه ابداً، قالت عائشة : وكان رسول الله ( ﷺ ) سال زينب بنت جحش زوجته، عن امري، فقال يا زينب ماذا علمت أو رايت ؟ قالت : يا رسول الله احمي سمعي وبصري والله ما علمت الا خيراً، وهي التي كانت تساميني من ازواج النبي ( ﷺ ) فعصمها الله بالورع، فطفقت اختها حمنة تحارب لها، فهلكت فيمن هلك، قال ابن شهاب : فهذا ما انتهت الي من خبر هؤلاء الرهط من حديث عائشة رضي الله عنها وعن ابيها.
١٤٢٠٧ حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، حدثني ابن لهيعة، حدثني عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير في قوله تعالى : ان الذين جاؤوا بالافك عصبة منكم وذلك ان النبي ( ﷺ ) انطلق غازياً، وانطلق معه بعائشة بنت أبي بكر زوج النبي ( ﷺ )، ومع النبي ( ﷺ ) يومئذ رفيق يقال له صفوان بن المعطل من بني سليم، وكان إذا سار النبي ( ﷺ ) ليلاً مكث صفوان في مكانه حتى يصبح، فان سقط من المسلمين شيء من متاعهم حمله إلى المعسكر، فعرفه، فاذا جاء صاحبه دفعه اليه، وان عائشة لما نودي بالرحيل ذات ليلة ركبت الرحل، فدخلت هودجها، ثم ذكرت حلياً لها كانت نسيته في المنزل، فنزلت لتاخذه، ولم يشعر بها صاحب البعير، فانبعث، فسار مع المعسكر، فلما وجدت عائشة حليها فاذا البعير قد ذهب، فاخذت تمشي على اثر المعسكر وهي تبكي، واصبح صفوان ابن المعطل في المنزل، ثم سار على اثر النبي ( ﷺ )، فاذا هو بعائشة قد غطت وجهها وهي تبكي، فقال صفوان : من هذه ثم نزل عن بعيره، فحملها على بعيره، ونزل النبي ( ﷺ ) واصحابه ففقدوا عائشة ولم يجدوها، ومكثوا ما شاء الله، إذ جاء صفوان قد حملها على بعيره، فقذفها عبد الله بن أبي المنافق، وحسان بن ثابت، ومسطح بن اثاثة، وحمنة بنت جحش الاسدية، فقال عبد الله بن أبي المنافق : ما برئت عائشة من صفوان، وما بريء صفوان منها، وخاض الناس في ذلك، وقال بعضهم : قد كان كذا