"""" صفحة رقم ٢٧٧٧ """"
إبراهيم فدعاه فارسله فقال له : انظر لا تواقع اهلك فقال له ازر انا اضن بديني من ذلك فلما دخل القرية نظر إلى اهله فلم يملك نفسه ان وقع عليها ففر بها إلى قرية بين الكوفة والبصرة يقال لها اور فجعلها في سرب فكان يتعاهدها بالطعام ومما يصلحها وان الملك لما طال عليه الامر قال : قول سحرة كذابين ارجعوا إلى بلدكم، فرجعوا وولد إبراهيم عليه الصلاة والسلام فكان في كل يوم يمر به كانه جمعه والجمعة كالشهر من سرعة نمائه، نسى الملك ذلك، وكبر إبراهيم ولا يدري أحد من الخلق غيره وغير أبيه وامه فقال ازر لاصحابه : ان لي ابنا وقد خباته فتخافون عليه الملك ان انا جئت به، قالوا : لا فات به فانطلق فاخرجه، فلما خرج الغلام من السرب نظر إلى الدواب والبهائم والخلق فجعل يسال اباه فيقول : ما هذا فيخبره، عن البعير انه بعير وعن البقرة انها بقرة وعنا لشاة انها شاة فقال : ما لهؤلاء الخلق بدمن ان يكون لهم رب.
١٥٦٩٠ حدثنا محمد بن العباس، ثنا عبد الرحمن بن سلمة ثنا سلمة بن الفضل قال : ثنا محمد بن اسحاق كان من حديث إبراهيم ان ازر كان رجلا من اهل كوثى من اهل قرية بالسواد سواد الكوفة وكان إذ ذاك ملك المشرق لنمرود الخابط وكان يقال له العاصي وكان ملكه فيما يزعمون قد احاط بمشارق الأرض ومغاربها وكان ببابل، وكان ملك قومه بالمشرق وقيل ملك فارس ويقال لم يجتمع ملك الأرض ولم يجتمع الناس على ملك واحد الا على ثلاثة ملوك نمرود بن راعو وذو القرنين وسليمان ابن داود فلما اراد الله ان يبعث إبراهيم حجه على قومه ورسولا إلى عباده ولم يكن فيما بين نوح وابراهيم نبي قبله الا هود وصالح فلما تقارب زمان إبراهيم الذي اراد الله فيه ما اراد اتى اصحاب النجوم نمرود فقالو له انا نجد في علمنا ان غلاما يولد في قريتك هذه يقال له إبراهيم يفارق دينكم ويكسر اوثانكم في شهر كذا وكذا فكان مما اجاز عندي هذا الحديث وصدقت به ان للمرسل نجوما يولدون بها يعرفها اصحاب العلم من اهل العلم بها.
١٥٦٩١ حدثنا محمد بن العباس، ثنا عبد الرحمن، ثنا سلمة قال ابن اسحاق : فلما دخلت السنة التي وصف اصحاب النجوم لنمرود بعث نمرود إلى كل امراة بحبلها وذلك انها كانت جادة حديثة فيما يذكرون لم يعزف الحبل في بطنها ولما اراد الله ان يبلغ بولدها اراد ان يقتل كل غلام ولد في ذلك الشهر من تلك السنة حذرا على