"""" صفحة رقم ٣٠١٨ """"
فاخذتهم إلى ركبهم، ثم إلى حجرهم، ثم إلى مناكبهم، ثم قال : اقبلي بكنوزهم واموالهم قال : فاقبلت بها حتى نظروا اليها، ثم اشار موسى بيده، قال : اذهبوا بني لاوي، فاستوت بهم الأرض.
١٧١٥٦ حدثنا محمد بن عبد الرحمن الهروي، ثنا محاضر، ثنا الاعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال : ان قارون كان من قوم موسى وكان ابن عمه وكان تتبع العلم حتى جمع علما فلم يزل في امره ذلك حتى بغى على موسى وحسده، فقال له موسى : ان الله امرني ان اخذ الزكاة من كل اربعين درهما درهم فابى، فقال : من كل مائة درهم درهم فابى، فقال لا يطيق هذا حتى الالف، فقال : في كل الف دينار أو درهم، قال : ان موسى يريد ان ياكل اموالكم، فيكف نصنع ؟ قالوا : امرنا بامرك تبع، فارسلوا إلى امراة من بغايا بني اسرائيل فقالوا لها : نعطيك حكمك على ان تشهدي على موسى انه فجر بك قالت : نعم، قال : فجاء قارون إلى موسى قال : اجمع بني اسرائيل فاخبرهم بما امرك ربك، قال : نعم، فجمعهم فقالوا : ما امرك ؟ قال : امرني ان تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وان تصلوا الرحم، وكذا وكذا، وامرني في الزاني إذا زنى وقد احصن ان يرجم فقالوا : وان كنت انت ؟ قال : نعم.
وفي السارق إذا سرق ان يقطع، فقالوا : وان كنت انت ؟ قال : نعم قالوا فانك قد زنيت، قال : إذا فارسلوا إلى المراة، فجاءت فقالوا ما تشهدين على موسى ؟ فقال لها موسى : انشدك بالله الا ما صدقت فقالت : اما إذا انشدتني بالله فانهم دعوني وجعلوا لي جعلا على ان اقذفك بنفسي وانا اشهد انك بريء وانك رسول الله، قال : فخر موسى ساجدا يبكي فاوحى الله اليه ما يبكيك ؟ قد سلطناك على الأرض فمرها فتطيعك، قال : فرفع راسه فقال : خذيهم فاخذتهم واشار إلى وركيه، فقالوا : يا موسى، فقال : خذيهم واشار إلى صدره، فقالوا : يا موسى.
فقال : خذيهم قال : فغرقوا فيها فقال الله : فخسفنا به وبداره الأرض إلى اخر الآية، فاصاب بني اسرائيل بلاء وجوع شديد فاتوا موسى فقالوا : ادع لنا، فدعى الله، فقال الله : اتدعوني لقوم قد اظلم ما بيني وبينهم من الذنوب، فقال : اما انهم قد دعوك حين هلكوا ولو اياي دعوا لاجبتهم.