ولا يرضى لعباده الكفر الزمر ٧ وخامسها أنه لا يريد الظلم قال تعالى وما الله يريد ظلما للعباد غافر ٣١ وسادسها أنه لا يحب الفساد قال تعالى والله لا يحب الفساد البقرة ٢٠٥ وسابعها أنه لا يعاقب من غير سابقة جرم قال تعالى ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم النساء ١٤٧ وثامنها أنه لا ينتفع بطاعات المطيعين ولا يتضرر بمعاصي المذنبين قال تعالى إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها الإسراء ٧ وتاسعها أنه ليس لأحد عليه اعتراض في أفعاله وأحكامه قال تعالى لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون الأنبياء ٢٣ وقال تعالى فعال لما يريد هود ١٠٧ وعاشرها أنه لا يخلف وعده ووعيده قال تعالى ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد ق ٢٩ إذا عرفت هذا الأصل فنقول أقسام السلوب بحسب الذات وبحسب الصفات وبحسب الأفعال غير متناهية فيحصل من هذا الجنس أيضا أقسام غير متناهية من الأسماء إذا عرفت هذا الأصل فلنذكر بعض الأسماء المناسبة لهذا الباب فمنها القدوس والسلام ويشبه أن يكون القدوس عبارة عن كون حقيقة ذاته مخالفة للماهيات التي هي نقائص في أنفسها والسلام عبارة عن كون تلك الذات غير موصوفة بشيء من صفات النقص فالقدوس سلب عائد إلى الذات والسلام سلب عائد إلى الصفات وثانيها العزيز وهو الذي لا يوجد له نظير وثالثها الغفار وهو الذي يسقط العقاب عن المذنبين ورابعها الحليم وهو الذي لا يعاجل بالعقوبة ومع ذلك فإنه لا يمتنع من إيصال الرحمة وخامسها الواحد ومعناه أنه لا يشاركه أحد في حقيقته المخصوصة ولا يشاركه أحد في نظم العالم وتدبير أحوال العرش سادسها الغني ومعناه كونه منزها عن الحاجات والضرورات وسابعها الصبور والفرق بينه وبين الحليم أن الصبور هو الذي لا يعاقب المسيء مع القدرة عليه والحليم هو الذي يكون كذلك مع أنه لا يمنعه من إيصال نعمته إليه وقس عليه البواقي والله الهادي
الباب السابع
في الأسماء الدالة على الصفات الحقيقية مع الإضافية وفيه فصول
الفصل الأول
في الأسماء الحاصلة بسبب القدرة
والأسماء الدالة على صفة القدرة كثيرة الأول القادر قال تعالى قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم الأنعام ٦٥ وقال في أول سورة القيامة أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوي بنانه القيامة ٣ وقال في آخر السورة أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى القيامة ٤٠ الثاني القدير قال تعالى تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الملك ١ وهذا اللفظ يفيد المبالغة في وصفه بكونه قادرا الثالث المقتدر قال تعالى وكان الله على كل شيء مقتدرا الكهف ٤٥ وقال في مقعد صدق عند مليك مقتدر القمر ٥٥ الرابع عبر عن ذاته بصيغة الجمع في هذه الصفة قال تعالى فقدرنا فنعم القادرون المرسلات ٢٣ واعلم أن لفظ الملك يفيد القدرة أيضا بشرط خاص ثم إن هذا اللفظ جاء في القرآن على وجوه مختلفة فالأول المالك قال الله تعالى مالك يوم الدين الفاتحة ٣ الثاني الملك قال تعالى فتعالى الله الملك الحق المؤمنون ١١٦ وقال هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس الحشر ٢٣ وقال ملك الناس الناس ٢ واعلم أن ورود لفظ الملك في القرآن أكثر من ورود لفظ المالك والسبب فيه أن الملك أعلى شأنا من المالك الثالث مالك الملك قال تعالى قل اللهم مالك الملك الناس ٢ الرابع المليك قال تعالى عند مليك مقتدر القمر ٥٥ الخامس لفظ الملك قال تعالى الملك يومئذ الحق للرحمن الفرقان ٢٦ وقال تعالى له ملك السماوات والأرض الحديد ٢ واعلم أن لفظ القوة يقرب من لفظ القدرة وقد جاء هذا اللفظ في القرآن على وجوه مختلفة الأول القوي قال تعالى إن الله لقوي عزيز الحج ٧٤ الثاني ذو القوة قال تعالى إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين الذاريات ٥٨
الفصل الثاني
في الأسماء الحاصلة بسبب العلم وفيه ألفاظ الأول العلم وما يشتق منه وفيه وجوه الأول إثبات العلم لله تعالى قال تعالى ولا يحيطون بشيء من علمه البقرة ٢٥٥ وقال تعالى ولا تضع إلا بعلمه فاطر ١١ وقال تعالى قد أحاط بكل شيء علما الطلاق ١٢ وقال تعالى إن الله عنده علم الساعة لقمان ٣٤ الاسم الثاني العالم قال تعالى عالم الغيب والشهادة الرعد ٩ الثالث العليم وهو كثير في القرآن الرابع العلام قال تعالى - حكاية عن عيسى عليه السلام - إنك أنت علام الغيوب المائدة ١١٦ الخامس الأعلم قال تعالى الله أعلم حيث يجعل رسالته الأنعام ١٢٤ السادس صيغة الماضي قال تعالى علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم البقرة ١٨٧ السابع صيغة المستقبل قال تعالى وما تفعلوا من خير يعلمه الله البقرة ١٩٧ وقال والله يعلم ما تسرون وما تعلنون النحل ١٩ الثامن لفظ علم من باب التفعيل قال تعالى وعلم آدم الأسماء كلها البقرة ٣١ وقال في حق الملائكة سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا البقرة ٣٢ وقال وعلمك ما لم تكن تعلم النساء ١١٣ وقال الرحمن علم القرآن الرحمن ٢ واعلم أنه لا يجوز أن يقال إن الله معلم مع كثرة هذه الألفاظ لأن لفظ المعلم مشعر بنوع نقيصة التاسع لا يجوز إطلاق لفظ العلامة على الله تعالى لأنها وإن أفادت المبالغة لكنها تفيد أن هذه المبالغة إنما حصلت بالكد والعناء وذلك في حق الله تعالى محال اللفظ الثاني من ألفاظ هذا الباب لفظ الخبر والخبرة وهو كالمرادف للعلم حتى قال بعضهم في حد العلم إنه الخبر إذا عرفت هذا فنقول ورد لفظ الخبير في حق الله تعالى في حد العلم أنه الخبر إذا عرفت هذا فنقول ورد لفظ الخبير في حق الله تعالى كثيرا في القرآن وذلك أيضا يدل على العلم النوع الثالث من الألفاظ الشهود والمشاهدة ومنه الشهيد في حق الله تعالى إذا فسرناه بكونه مشاهدا لها عالما بها أما إذا فسرناه بالشهادة كان من صفة الكلام النوع الرابع الحكمة وهذه اللفظة قد يراد بها العلم وقد يراد بها أيضا ترك ما لا ينبغي وفعل ما ينبغي