الفضيلة الحاصلة بسبب الإيمان أشرف وأعلى وأكمل من كل الفضائل ولولا ذلك لما حسن ختم فضائل موسى وهارون بكونهما من المؤمنين والله أعلم
وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلاَ تَتَّقُونَ أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ ءَابَآئِكُمُ الاٌّ وَّلِينَ فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِى الاٌّ خِرِينَ سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ
اعلم أن هذه القصة الرابعة من القصص المذكورة في هذه السورة وفيه مسائل
المسألة الأولى قرأ ابن عامر وَإِنَّ إِلْيَاسَ بغير همزة على وصل الألف والباقون بالهمزة وقطع الألف قال أبو بكر بن مهران من ذكر عند الوصل الألف فقد أخطأ وكان أهل الشام ينكرونه ولا يعرفونه قال الواحدي وله وجهان أحدهما أنه حذف الهمزة من إلياس حذفاً كما حذفها ابن كثير من قوله إِنَّهَا لإِحْدَى الْكُبَرِ ( المدثر ٣٥ ) وكقول الشاعر
ويلمها في هواء الجو طالبة
والآخر أنه جعل الهمزة التي تصحب اللام للتعريف كقوله وَالْيَسَعَ
المسألة الثانية في إلياس قولان يروى عن ابن مسعود أنه قرأ وإن إدريس وقال إن إلياس هو إدريس وهذا قول عكرمة وأما أكثر المفسرين فهم متفقون على أنه نبي من أنبياء بني إسرائيل وهو إلياس بن ياسين من ولد هارون أخي موسى عليهم السلام ثم قال تعالى إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلاَ تَتَّقُونَ والتقدير اذكر يا محمد لقومك إِذْ قَالَ نُوحٌ أَلاَ تَتَّقُونَ أي ألا تخافون الله وقال الكلبي ألا تخافون عبادة غير الله واعلم أنه لما خوفهم أولاً على سبيل الإجمال ذكر ما هو السبب لذلك الخوف فقال أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ وفيه أبحاث
الأول في ( بعل ) قولان أحدهما أنه اسم علم لصنم كان لهم كمناة وهبل وقيل كان من ذهب وكان طوله عشرين ذراعاً وله أربعة أوجه وفتنوا به وعظموه حتى عينوا له أربعمائة سادن وجعلوهم أنبياء وكان الشيطان يدخل في جوف بعل ويتكلم بشريعة الضلالة والسدنة يحفظونها ويعلمونها الناس وهم أهل بعلبك


الصفحة التالية
Icon