الآلاء والنعماء تنبيهاً لأولي الألباب على أن من صبر ظفر والمقصود منه التنبيه على ما وقع ابتداء الكلام به وهو قوله لمحمد اصْبِر عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودُ وقالت المعتزلة قوله تعالى رَحْمَة ً مّنَّا لاَيَاتٍ لاِوْلِى الاْلْبَابِ يعني إنما فعلناها لهذه الأغراض والمقاصد وذلك يدل على أن أفعال الله وأحكامه معللة بالأغراض والمصالح والكلام في هذا الباب قد مر غير مرة
أما قوله تعالى وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فهو معطوف على اركب والضغث الحزمة الصغيرة من حشيش أو ريحان أو غير ذلك واعلم أن هذا الكلام يدل على تقدم يمين منه وفي الخبر أنه حلف على أهله ثم اختلفوا في السبب الذي لأجله حلف عليها ويبعد ما قيل إنها رغبته في طاعة الشيطان ويبعد أيضاً ما روي أنها قطعت الذوائب عن رأسها لأن المضطر إلى الطعام يباح له ذلك بل الأقرب أنها خالفته في بعض المهمات وذلك أنها ذهبت في بعض المهمات فأبطأت فحلف في مرضه ليضربنها مائة إذا برىء ولما كانت حسنة الخدمة له لا جرم حلل الله يمينه بأهون شيء عليه وعليها السلام تارة وفي حق أيوب عليه السلام أخرى عظم الغم في قلوب أمة محمد ( ﷺ ) وقالوا إن قوله تعالى نِعْمَ الْعَبْدُ في حق سليمان تشريف عظيم فإن احتجنا إلى اتفاق مملكة مثل مملكة سليمان حتى بحد هذا التشريف لم نقدر عليه وإن احتجنا إلى تحمل بلاء مثل أيوب لم نقدر عليه فكيف السبيل إلى تحصيله فأنزل الله تعالى قوله نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ( الأنفال ٤٠ ) والمراد أنك إن لم تكن نِعْمَ الْعَبْدُ فأنا نِعْمَ الْمَوْلَى وإن كان منك الفضول فمني الفضل وإن كان منك التقصير فمني الرحمة والتيسير
وَاذْكُرْ عِبَادَنَآ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِى الاٌّ يْدِى وَالاٌّ بْصَارِ إِنَّآ أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَة ٍ ذِكْرَى الدَّارِ وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الاٌّ خْيَارِ وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ الاٌّ خْيَارِ
في الآية مسائل


الصفحة التالية
Icon