مشبعة قال الواحدي رحمه الله من القراء من أشبع الهاء حتى ألحق بها واواً لأن ما قبل الهاء متحرك فصار بمنزلة ضربه وله فكما أن هذا مشبع عند الجميع كذلك يرضه ومنهم من حرك الهاء ولم يلحق الواو لأن الأصل يرضاه والألف المحذوفة للجزم ليس يلزم حذفها فكانت كالباقية ومع بقاء الألف لا يجوز إثبات الواو فكذا ههنا
المسألة الثانية الشكر حالة مركبة من قول واعتقاد وعمل أما القول فهو الإقرار بحصول النعمة وأما الاعتقاد فهو اعتقاد صدور النعمة من ذلك المنعم
ثم قال تعالى وَلاَ تَزِرُ وَازِرَة ٌ وِزْرَ أُخْرَى قال الجبائي هذا يدل على أنه تعالى لا يعذب أحداً على فعل غيره فلو فعل الله كفرهم لما جاز أن يعذبهم عليه وأيضاً لا يجوز أن يعذب الأولاد بذنوب الآباء بخلاف ما يقول القوم واحتج أيضاً من أنكر وجوب ضرب الدية على العاقلة بهذه الآية
ثم قال تعالى ثُمَّ إِلَى رَبّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ واعلم أنا ذكرنا كثيراً أن أهم المطالب للإنسان أن يعرف خالقه بقدر الإمكان وأن يعرف ما يضره وما ينفعه في هذه الحياة الدنيوية وأن يعرف أحواله بعد الموت ففي هذه الآية ذكر الدلائل الكثيرة من العالم الأعلى والعالم الأسفل على كمال قدرة الصانع وعلمه وحكمته ثم أتبعه بأن أمره بالشكر ونهاه ع ن الكفر ثم بين أحواله بعد الموت بقوله ثُمَّ إِلَى رَبّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ وفيه مسائل
المسألة الأولى المشبهة تمسكوا بلفظ إلى علم أن إله العالم في جهة وقد أجبنا عنه مراراً
المسألة الثانية زعم القوم أن هذه الأرواح كانت قبل الأجساد وتمسكوا بلفظ الرجوع الموجود في هذه الآية وفي سائر الآيات
المسألة الثالثة دلت هذه الآية على إثبات البعث والقيامة
ثم قال فَيُنَبّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وهذا تهديد للعاصي وبشارة للمطيع وقوله تعالى إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ كالعلة لما سبق يعني أنه يمكنه أن ينبئكم بأعمالكم لأنه عالم بجميع المعلومات فيعلم ما في قلوبكم من الدواعي والصوارف وقال ( ﷺ ) ( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أقوالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم )
وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَة ً مِّنْهُ نَسِى َ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ءَانَآءَ الَّيْلِ سَاجِداً وَقَآئِماً يَحْذَرُ الاٌّ خِرَة َ وَيَرْجُواْ رَحْمَة َ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو الاٌّ لْبَابِ


الصفحة التالية
Icon