الإنذار لا ينفع من أضله الله وكتب هليه أنه لا يؤمن قال للنبي عليه الصلاة والسلام فلا تأس واضرب لنفسك ولقومك مثلاً أي مثل لهم عند نفسك مثلاً حيث جاءهم ثلاثة رسل ولم يؤمنوا وصبر الرسل على القتل والإيذاء وأنت جئتهم واحداً وقومك أكثر من قوم الثلاثة فإنهم جاؤا قرية وأنت بعثت إلى العالم وفي التفسير مسائل
المسألة الأولى ما معنى قول القائل ضلاب مثلاً وقوله تعالى وَاضْرِبْ مع أن الضرب في اللغة إما إمساس جسم جسماً بعنف وإما السير إذا قرن به حرف في كقوله تعالى إِذَا ضَرَبْتُمْ فِى الاْرْضِ نقول قوله ضرب مثلاً معناه مثل مثلاً وذلك لأن الضرب اسم للنوع يقال هذه الأشياء من ضرب واحد أي اجعل هذا وذاك من ضرب واحد
المسألة الثانية أصحاب القرية معناه واضرب لهم مثلاً مثل أصحاب القرية فترك المثل وأقيم الأصحاب مقامه في الإعراب كقوله وَاسْئَلِ الْقَرْيَة َ هذا قول الزمخشري في الكشاف ويحتمل أن يقال لا حاجة إلى الإضمار بل المعنى اجعل أصحاب القرية لهم مثلاً أو مثل أصحاب القرية بهم
المسألة الثالثة إذ جاءها المرسلون إذ منصوبة لأنها بدل من أصحاب القرية كأنه قال تعالى وَاضْرِبْ لَهُم وقت مجيء المرسلين ومثل ذلك الوقت بوقت مجيئك وهذا أيضاً قول الزمخشري وعلى قولنا إن هذا المثل مضروب لنفس محمد ( ﷺ ) تسلية فيحتمل أن يقال إذا ظرف منصوب بوقهل وَاضْرِبْ أي اجعل الضرب كأنه حين مجيئهم وواقع فيه والقرية أنطاكية والمرسلون من قوم عيسى وهم أقرب مرسل أرسل إلى قوم إلى زمان محمد ( ﷺ ) وهم ثلاثة كما بين الله تعالى وقوله إِذَا أَرْسَلْنَا يحتمل وجهين أحدهما أن يكون إذ أرسلنا بدلاً من إذ جاءها كأنه قال الضرب لهم مثلاً إذ أرسلنا إلى أصحاب القرية اثين وثانيهما وهو الأصح والأوضح أن يكون إذ ظرفاً والفعل الواقع فيه جاءها أي جاءها المرسلون حين أرسلناهم إليهم أي لم يكن مجيئهم من تلقاء أنفسهم وإنما جاءوهم حيث أمروا وهذا فيه لطيفة وهي أن في الحكاية أن الرسل كانوا مبعوثين من جهة عيسى عليه السلام أرسلهم إلى أنطاكية فقال تعالى إرسال عيسى عليه السلام هو إرسالنا ورسول رسول الله بإذن الله رسول الله فلا يقع لك يا محمد أن أولئك كانوا رسل الرسول وأنت رسول الله فإن تكذيبهم كتكذيبك فتتم التسلية بقوله إِذَا أَرْسَلْنَا وهذا يؤيد مسألة فقهية وهي أن وكيل الوكيل بإذن الموكل وكيل الموكل لا وكيل الوكيل حتى لا ينعزل بعزل الوكيل إياه وينعزل إذا عزله الموكل الأول وهذا على قولنا وَاضْرِبْ لَهُمْ مَّثَلاً ضرب المثل لأجل محمد ( ﷺ ) ظاهر
إِذْ أَرْسَلْنَآ إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّآ إِلَيْكُمْ مُّرْسَلُونَ


الصفحة التالية
Icon