والأفك كالحذر والحذر وقرىء وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ بفتح الفاء والكاف أي ذلك الاتخاذ الذي هذا أثره وثمرته صرفهم عن الحق وقرىء إِفْكِهِمْ على التشديد للمبالغة أفكهم جعلهم آفكين وآفكهم أي قولهم الإفك أي ذو الإفك كما تقول قول كاذب
ثم قال وَمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ والتقدير وذلك إفكهم وافتراؤهم في إثبات الشركاء لله تعالى والله أعلم
وَإِذْ صَرَفْنَآ إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْءَانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُواْ فَلَمَّا قُضِى َ وَلَّوْاْ إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ قَالُواْ ياقَوْمَنَآ إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِى إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ ياقَوْمَنَآ أَجِيبُواْ دَاعِى َ اللَّهِ وَءَامِنُواْ بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ وَمَن لاَّ يُجِبْ دَاعِى َ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِى الأرض وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءُ أُوْلَائِكَ فِى ضَلَالٍ مُّبِينٍ
في الآية مسائل
المسألة الأولى اعلم أنه تعالى لما بيّن أن في الإنس من آمن وفيهم من كفر بيّن أيضاً أن الجن فيهم من آمن وفيهم من كفر وأن مؤمنهم معرض للثواب وكافرهم معرض للعقاب وفي كيفية هذه الواقعة قولان الأول قال سعيد بن جبير كانت الجن تستمع فلما رجموا قالوا هذا الذي حدث في السماء إنما حدث لشيء في الأرض فذهبوا يطلبون السبب وكان قد اتفق أن النبي ( ﷺ ) لما أيس من أهل مكة أن يجيبوه خرج إلى الطائف ليدعوهم إلى الإسلام فلما انصرف إلى مكة وكان ببطن نخل قام يقرأ القرآن في صلاة الفجر فمرّ به نفر من أشراف جن نصيبين لأن إبليس بعثهم ليعرفوا السبب الذي أوجب حراسة السماء بالرجم فسمعوا القرآن وعرفوا أن ذلك هو السبب والقول الثاني أن الله تعالى أمر رسوله أن ينذر الجن ويدعوهم إلى الله تعالى ويقرأ عليهم القرآن فصرف الله إليه نفراً من الجن ليستمعوا منه القرآن وينذروا قومهم
ويتفرع على ما ذكرناه فروع الأول نقل عن القاضي في تفسيره الجن أنه قال إنهم كانوا يهوداً لأن في الجن ( مللاً ) كما في الإنس من اليهود والنصارى والمجوس وعبدة الأصنام وأطبق المحققون على أن الجن مكلفون سئل ابن عباس هل للجن ثواب فقال نعم لهم ثواب وعليهم عقاب يلتقون في الجنة ويزدحمون على أبوابها الفرع الثاني قال صاحب ( الكشاف ) النفر دون العشرة ويجمع على أنفار ثم روى


الصفحة التالية
Icon