رسول الله ( ﷺ ) على جلدي ومسح بيده على المحترق منه وقال أذهب البأس رب الناس فصرت صحيحاً لا بأس بي ) وأكرم موسى ففلق له البحر في الأرض وكرم محمداً ففلق له القمر في السماء ثم أنظر إلى فرق ما بين السماء والأرض وفجر له الماء من الحجر وفجر لمحمد أصابعه عيوناً وأكرم موسى بأن ظلل عليه الغمام وكذا أكرم محمداً بذلك فكان الغمام يظلله وأكرم موسى باليد البيضاء وأكرم محمداً بإعظم من ذلك وهو القرآن العظيم الذي وصل نوره إلى الشرق والغرب وقلب الله عصا موسى ثعباناً ولما أراد أبو جهل أن يرميه بالحجر رأى على كتفيه ثعبانين فانصرف مرعوباً وسبحت الجبال مع داود وسبحت الأحجار في يده ويد أصحابه وكان داود إذا مسك الحديد لان وكان هو لما مسح الشاة الجرباء درت وأكرم داود بالطير المحشورة ومحمداً بالبراق وأكرم عيسى عليه السلام بإحياء الموتى وأكرمه بجنس ذلك حين أضافه اليهود بالشاة المسمومة فلما وضع اللقمة في فمه أخبرته وأبرأ الأكمه والأبرص روى أن امرأة معاذ بن عفراء أتته وكانت برصاء وشكت ذلك إلى الرسول ( ﷺ ) فمسح عليها رسول الله بغصن فأذهب الله البرص وحين سقطت حدقة الرجل يوم أحد فرفعها وجاء بها إلى رسول الله ( ﷺ ) فردها إلى مكانها وكان عيسى يعرف ما يخفيه الناس في بيوتهم والرسول عرف ما أخفاه عمه مع أم الفضل فأخبره فأسلم العباس لذلك وأما سليمان فإن الله تعالى رد له الشمس مرة وفعل ذلك أيضاً للرسول حين نام ورأسه في حجر علي فانتبه وقد غربت الشمس فردها حتى صلى وردها مرة أخرى لعلي فصلى العصر في وقته وعلم سليمان منطق الطير وفعل ذلك في حق محمد روى أن طيراً فجع بولده فجعل يرفرف على رأسه ويكلمه فقال أيكم فجع هذه بولدها فقال رجل أنا فقال أردد إليها ولدهاا وكلام الذئب معه مشهور وأكرم سليمان بمسيرة غدوة شهراً وأكرمه بالمسير إلى بيت المقدس في ساعة وكان حماره يعفور يرسله إلى من يريد فيجيء به وقد شكوا إليه من ناقة أنها أغيلت وأنهم لا يقدرون عليها فذهب إليها فلما رأته خضعت له وأرسل معاذاً إلى بعض النواحي فلما وصل إلى المفازة فإذا أسد جاثم فهاله ذلك ولم يستجر ( ىء ) أن يرجع فتقدم وقال إني رسول رسول الله فتبصبص وكما انقاد الجن لسليمان فكذلك انقادوا لمحمد عليه الصلاة والسلام وحين جاء الأعرابي بالضب وقال لا أؤمن بك حتى يؤمن بك هذا الضب فتكلم الضب معترفاً برسالته وحين كفل الظبية حين أرسلها الأعرابي رجعت تعدو حتى أخرجته من الكفالة وحنت الحنانة لفراقه وحين لسعت الحية عقب الصديق في الغار قالت كنت مشتاقة إليه منذ كذا سنين فلم حجبتني عنها وأطعم الخلق الكثير من الطعام القليل ومعجزاته أكثر من أن تحصى وتعد فلهذا قدمه الله على الذين اصطفاهم فقال وَإِذَا أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيّيْنَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ فلما كانت رسالته كذلك جاز أن يسميها الله تعالى كوثراً فقال إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ القول السادس الكوثر هو القرآن وفضائله لا تحصى وَلَوْ أَنَّ مَّا فِى الاْرْضِ مِن شَجَرَة ٍ حِوَلاً قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لّكَلِمَاتِ رَبّى القول السابع الكوثر الإسلام وهو لعمري الخير الكثير فإن به يحصل خير الدنيا والآخرة وبفواته يفوت خير الدنيا وخير الآخرة وكيف لا والإسلام عبارة عن المعرفة أو مالا بد فيه من المعرفة قال وَمِنْ يُؤْتِى الْحِكْمَة َ فَقَدْ أُوتِى َ خَيْرًا كَثِيرًا وإذا كان الإسلام خيراً كثيراً فهو الكوثر فإن قيل لم خصه بالإسلام مع أن نعمه عمت الكل قلنا لأن الإسلام وصل منه إلى غيره فكان عليه السلام كالأصل فيه القول الثامن


الصفحة التالية
Icon