فقال أحد صمد لم يلد ولم يولد لأنه إذا لم يكن واحداً عديم النظير جاز أن ينوب ذلك المثل منابه وعاشرها سورة المقشقشة يقال تقشيش المريض مما به فمن عرف هذا حصل له البرء من الشرك والنفاق لأن النفاق مرض كما قال فِى قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ الحادي عشر المعوذة روى أنه عليه السلام دخل على عثمان بن مظعون فعوذه بها وباللتين بعدها ثم قال ( نعوذ بهن فما تعوذت بخير منها ) والثاني عشر سورة الصمد لأنها مختصة بذكره تعالى والثالث عشر سورة الأساس قال عليه الصلاة والسلام ( أسست السموات السبع والأرضون السبع على قل هو الله أحد ) ومما يدل عليه أن القول بالثلاثة سبب لخراب السموات والأرض بدليل قوله تَكَادُ السَّمَاوَاتِ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الاْرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ فوجب أن يكون التوحيد سبباً لعمارة هذه الأشياء وقيل السبب فيه معنى قوله تعالى لَوْ كَانَ فِيهِمَا الِهَة ٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا الرابع عشر سورة المانعة روى ابن عباس أنه تعالى قال لنبيه حين عرج به أعطيتك سورة الإخلاص وهي من ذخائر كنوز عرشي وهي المانعة تمنع عذاب القبر ولفحات النيران الخامس عشر سورة المحضر لأن الملائكة تحضر لاستماعها إذا قرئت السادس عشر المنفرة لأن الشيطان ينفر عند قراءتها السابع عشر البراءة لأنه روى أنه عليه السلام رأى رجل يقرأ هذه السورة فقال أما هذا فقد برىء من الشرك وقال عليه السلام من قرأ سورة قل هو الله أحد مائة مرة في صلاة أو في غيرها كتبت له براءة من النار الثامن عشر سورة المذكرة لأنها تذكر العبد خالص التوحيد فقراءة السورة كالوسمة تذكرك ما تتغافل عنه مما أنت محتاج إليه التاسع عشر سورة النور قال الله تعالى اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالاْرْضَ فهو المنور للسموات والأرض والسورة تنور قلبك وقال عليه السلام ( إن لكل شيء نور ونور القرآن قل هو الله أحد ) ونظيره أن نور الإنسان في أصغر أعضائه وهو الحدقة فصارت السورة للقرآن كالحدقة للإنسان العشرون سورة الأمان قال عليه السلام ( إذا قال العبد لا إله إلا الله دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي )
الفصل الرابع في فضائل هذه السورة وهي من وجوه الأول اشتهر في الأحاديث أن قراءة هذه السورة تعدل قراءة ثلث القرآن ولعل الغرض منه أن المقصود الأشرف من جميع الشرائع والعبادات معرفة ذات الله ومعرفة صفاته ومعرفة أفعاله وهذه السورة مشتملة على معرفة الذات فكانت هذه السورة معادلة لثلث القرآن وأما سورة قُلْ ياأَهْلَ أَيُّهَا الْكَافِرُونَ فهي معادلة لربع القرآن لأن المقصود من القرآن إما الفعل وإما الترك وكل واحد منهما فهو إما في أفعال القلوب وإما في أفعال الجوارح فالأقسام أربعة وسورة قُلْ ياأَهْلَ أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لبيان ما ينبغي تركه من أفعال القلوب فكانت في الحقيقة مشتملة على ربع القرآن ومن هذا السبب اشتركت السورتان أعني قُلْ ياأَهْلَ أَيُّهَا الْكَافِرُونَ و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ في بعض الأسامي فهما المقشقشتان والمبرئتان من حيث إن كل واحدة منهما تقيد براءة القلب عما سوى الله تعالى إلا أن قُلْ ياأَهْلَ أَيُّهَا الْكَافِرُونَ يفيد بلفظه البراءة عما سوى الله وملازمة الاشتغال بالله و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ يفيد بلفظه الاشتغال بالله وملازمة الإعراض عن غير الله أو من حيث إن قُلْ ياأَهْلَ أَيُّهَا الْكَافِرُونَ تفيد براءة القلب عن سائر المعبودين سوى الله و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تفيد براءة المعبود عن


الصفحة التالية
Icon