طالق لأن الدخول يجوز أما إذا أردت التعليق بما يوجد قطعاً لا تقول إن بل تقول إذا ( نحو إذا ) جاء غد فأنت طالق لأنه يوجد لا محالة هذا هو الأصل فإن استمل على خلافه فمجاز فلما كان الزلزال مقطوعاً به قال إِذَا زُلْزِلَتِ
المسألة الثالثة قال الفراء الزلزال بالكسر المصدر والزلزال بالفتح الاسم وقد قرىء بهما وكذلك الوسواس هم الاسم أي اسم الشيطان الذي يوسوس إليك والوسواس بالكسر المصدر والمعنى حركت حركة شديدة كما قال إِذَا رُجَّتِ الاْرْضُ رَجّاً وقال قوم ليس المراد من زلزلت حركت بل المراد تحركت واضطربت والدليل عليه أنه تعالى يخبر عنها في جميع السورة كما يخبر عن المختار القادر ولأن هذا أدخل في التهويل كأنه تعالى يقول إن الجماد ليضطرب لأوائل القيامة أما آن لك أن تضطرب وتتيقظ من غفلتك ويقرب منه لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدّعاً مّنْ خَشْيَة ِ اللَّهِ واعلم أن زل للحركة المعتادة وزلزل للحركة الشديدة العظيمة لما فيه من معنى التكرير وهو كالصرصر في الريح ولأجل شدة هذه الحركة وصفها الله تعالى بالعظم فقال إِنَّ زَلْزَلَة َ السَّاعَة ِ شَى ْء عَظِيمٌ
المسألة الرابعة قال مجاهد المراد من الزلزلة المذكورة في هذه الآية النفخة الأولى كقوله يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَة ُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَة ُ أي تزلزل في النفخة الأولى ثم تزلزل ثانياً فتخرج موتاها وهي الأثقال وقال آخرون هذه الزلزلة هي الثانية بدليل أنه تعالى جعل من لوازمها أنها تخرج الأرض أثقالها وذلك إنما يكون في الزلزلة الثانية
المسألة الخامسة في قوله زِلْزَالَهَا بالإضافة وجوه أحدها القدر اللائق بها في الحكمة كقولك أكرم التقي إكرامه وأهن الفاسق إهانته تريد ما يستوجبانه من الإكرام والإهانة والثاني أن يكون المعنى زلزالها كله وجميع ما هو ممكن منه والمعنى أنه وجد من الزلزلة كل ما يحتمله المحل والثالث زِلْزَالَهَا الموعود أو المكتوب عليها إذا قدرت تقدير الحي تقريره ماروى أنها تزلزل من شدة صوت إسرافيل لما أنها قدرت تقدير الحي
وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا
أما قوله وَأَخْرَجَتِ الارْضُ أَثْقَالَهَا ففيه مسألتان
المسألة الأولى في الأثقال قولان أَحَدُهُمَا أنه جمع ثقل وهو متاع البيت وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ جعل ما في جوفها من الدفائن أثقالاً لها قال أبو عبيدة والأخفش إذا كان الميت في بطن الأرض فهو ثقل لها وإذا كان فوقها فهو ثقل عليها وقيل سمي الجن والإنس بالثقلين لأن الأرض تثقل بهم إذا كانوا في بطنها ويثقلون عليها إذا كانوا فوقها ثم قال المراد من هذه الزلزلة الزلزلة الأولى يقول أخرجت الأرض أثقالها يعني الكنوز فيمتلىء ظهر الأرض ذهباً ولا أحد يلتفت إليه كأن الذهب يصيح ويقول أما كنت تخرب دينك ودنياك لأجليا أو تكون الفائدة في إخراجها كما قال تعالى يَوْمٍ يُحْمَى عَلَيْهَا فِى نَارِ جَهَنَّمَ ومن قال المراد من هذه الزلزلة الثانية وهي بعد القيامة قال تخرج الأثقال يعني الموتى أحياء كالأم تلده حياً وقيل تلفظه الأرض ميتا كما دفن ثم يحييه الله تعالى والقول الثاني


الصفحة التالية
Icon