وانصر على آل الصلي
ب وعابديه اليوم آلك لا يغلبن صليبهم
ومحالهم عدوا محالك إن كنت تاركهم وكع
بتنا فأمر ما بدالك ويقول
يا رب لا أرجو لهم سواكا
يا رب فامنع عنهم حماكا فالتفت وهو يدعو فإذا هو بطير من نحو اليمن فقال والله إنها لطير غريبة ما هي بنجدية ولا تهامية وكان مع كل طائر حجر في منقاره وحجران في رجليه أكبر من العدسة وأصغر من الحمصة وعن ابن عباس أنه رأى منها عند أم هانيء نحو قفيز مخططة بحمرة كالجزع الظفارى فكان الحجر يقع على رأس الرجل فيخرج من دبره وعلى كل حجر اسم من يقع عليه فهلكوا في كل طريق ومنهل ودوى أبرهة فتساقطت أنامله وما مات حتى انصدع صدره عن قلبه وانفلت وزيره أبو يكسوم وطائر يحلق فوقه حتى بلغ النجاشي فقص عليه القصة فلما أتمها وقع عليه الحجر وخر ميتاً بين يديه وعن عائشة قالت ( رأيت قائد الفيل ) وسائسه أعميين مقعدين يستطعمان ثم في الآية سؤالات
الأول لم قال أَلَمْ تَرَ مع أن هذه الواقعة وقعت قبل المبعث بزمان طويل الجواب المراد من الرؤية العلم والتذكير وهو إشارة إلى أن الخبر به متواتر فكان العلم الحاصل به ضرورياً مساوياً في القوة والجلاء للرؤية ولهذا السبب قال لغيره على سبيل الذم أَوَ لَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مّنَ الْقُرُونِ لا يقال فلم قال أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلّ شَيْء قَدِيرٌ لأنا نقول الفرق أن مالا يتصور إدراكه لا يستعل فيه إلا العلم لكونه قادراً وأما الذي يتصور إدراكه كفرار الفيل فإنه يجوز أن يستعمل فيه الرؤية
السؤال الثاني لم قال أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ ولم يقل ألم تر ما فعل ربك الجواب لأن الأشياء لها ذوات ولها كيفيات باعتبارها يدل على مداومتها وهذه الكيفية هي التي يسميها المتكلمون وجه الدليل واستحقاق المدح إنما يحصل برؤية هذه الكيفيات لا برؤية الذوات ولهذا قال أَفَلَمْ يَنظُرُواْ إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا ولا شك أن هذه الواقعة كانت دالة على قدرة الصانع وعلمه وحكمته وكانت دالة على شرف محمد ( ﷺ ) وذلك لأن مذهبنا أنه يجوز تقديم المعجزات على زمان البعثة تأسيساً لنبوتهم وإرهاصاً لها ولذلك قالوا كانت الغمامة تظله وعند المعتزلة أن ذلك لا يجوز فلا جرم زعموا أنه لا بد وأن يقال كان في ذلك الزمان نبي ( أو خطيب ) كخالد بن سنان أو قس بن ساعدة ثم قالوا ولا يجب أن يشتهر وجودهما ويبلغ إلى حد التواتر لا حتمال أنه كان مبعوثاً إلى جمع قليلين فلا جرم لم يشتهر خبره
واعلم أن قصة الفيل واقعة على الملحدين جداً لأنهم ذكروا في الزلازل والرياح والصاعق وسائر