وكان مولده في قرية " خَرْبَة رَوْحَا" من البقاع العزيزي بأرض الشام سنة تسع وثمان مئة من الهجرة، وقد تناقل ذلك التاريخ عنه من أرخوا له (١)
وقد بقي في قيد الحياة الدنيا سِتًا وسبعين سنة عانى من الكبد والكمد ما عانى حتّى رحل إلى ربه - جل جلاله - ليلة السبت الثامن من شهر رجب سنة خمس وثمانين وثمان مئة (٨٨٥) بدمشق ودفن يوم السبت في المقبرة الحميدية من جهة قبر"عاتكة" بدمشق (٢)
***
مذهبه العقدي والفقهيّ: كان " البقاعيّ" في باب العقيده على منهاج الأشاعرة وفي فقه الشريعة على منهاج الإمام الشافعيّ - رضي الله عنه -
ولم يكتف بذلك بل درس المذهب المالكي على شيخه "المشدالى" بالأزهر الشريف، ودرس "الموطأ" على شيخه محمد بن على الصفوي" بالقاهرة سنة سبع وثلاثين وثمان مئة (٣)
والجمع بين مذهبين فقهيين في الدرس من بعد التمكن في أحدهما معينٌ على اتساع النظر العقلى ونفاذ البصيرة
اختلاف المذاهب الفقهية أساسُه اختلافٌ في منهاج التبصُّر في نصوص الكتاب والسنة من جهة والتبصُّر في حركة الحياة والسياق الحضاريّ الذي يقوم فيه صاحب المذهب ودارسه، فليس فقيها من عكف على حفظ آراء أهل العلم وحوى صدره ما سطَّروه في أوراقهم وأسفارهم وانعزل عن حركة حياة قومه وسياق وجودهم الزماني والمكاني، فإذا ما كانت شريعة الإسلام صالحة لكلّ زمان ومكان كما هو مشهور فإنّها أيضًا مُصْلِحَةٌ كلّ زمان ومكان، فما من عصر أو مصر عمَّه الفساد فأسلم أمره إلى شريعة الإسلام إسلامَ المريض أمره إلى طبيبه إلا عوفي وعاد إليه مجده وعزّه وأمنه.
إنَّ على فقهاء الأمة في عصرنا هذا وما يردفه من العصور فريضة لازمة لا يقوم بها فرد من جمعهم:

(١) الضوء اللامع: ج: ١/١٠١ والبدر الطالع: للشوكاني ج: ١ص١٩- مكتبة ابن تيمية - القاهرة ونظم العقيان للسيوطى: ص٢٤، - ط: ١٩٢٧- نيويورك وشذرات الذهب لابن عماد الحنبلي: ج ٧/٣٢٩-ط: ١٣٥١، والعنوان في ضبط مواليد ووفيات أهل الزمان، لأبي المفاخرالنعيمي: ١٤ (خ-رقم٢١٩٣-تاريخ تيمور - دار الكتب المصرية)
(٢) - عنوان الزمان: ١/٣٥١
(٣) - عنوان الزمان: ١/٤٨، ٣٥٢، ج٤ص٤٨، ٦٥، ٢٦٧


الصفحة التالية
Icon