ومن تلك المظاهر الترتيب بين مواقع عناصر الجملة الواحدة، فهو عنده لا يُعدُّ ترتيبا بل هو داخل في النظم التركيبي، فالترتيب عند لا يكون في بناء الجملة وإن امتدت
المفردات عنده لاترتب بل تركَّب، ليكون منها جملة واحدة ترتب على أخرى، فكل ما يتناول نظم الجملة وإن امتدت هو عنده تركيب
أنت إذ تنظر في ﴿آية الكرسي﴾ : سيدة آي القرآن الكريم ترى أنَّ نظمَها نظمٌ تركيبيّ لا ترتيبي، وذلك أنَّها تكاد تكون جملةً بيانيّةً واحدةً، وإنْ تركبت من عَشْرِ جُمَلٍ نحويّةِ متتابعةِ على النحو التالي:
﴿اللَّهُ﴾ - ﴿ُ لا إِلَهَ إلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ - ﴿لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ﴾ - ﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأََرْضِ﴾ - ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلاَّ بِإِذْنِهِ﴾ - ﴿يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ﴾ - ﴿وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إلاَّ بِمَا شَاءَ﴾ - ﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ والأَرْض﴾ - ﴿وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا﴾ - ﴿وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ (البقرة: ٢٥٥ (
فاسم الجلالة عنده مبتدأ خبره محذوف مستفاد من السؤال المَنْسُولِ من الآيات السابقة، وقد قدَّره: " لمن الملك اليوم"؟، فيأتي الجواب (الله)
وتأتي الجمل من بعد بيانا وتفصيلا، فالعلائق بينها علائق تركيبية، وليست علائق ترتيبية بين جمل بيانية.
وأكثرُ ما يتناوله " علم المعاني " في أحوال المسند إليه والمسند ومتعلقاته، وما يتناوله " علم البيان" و" علم البديع "أكثر هذا هو من النظم التركيبي عند " البقاعِيّ ".
منزلة النظم التركيبي:


الصفحة التالية
Icon