ولأمكننا أن نضيف إلى التفكير البلاغي والنقدي للكلمة الإنسان: شعرًا ونثرًا فنيًّا ما يؤكد أنَّنا لسنا بالمفتقرين إلى استجداء أصول التفكير النقدي من قوم لا يتكلمون بلساننا ولا يحملون في صدورهم هَمًّا كمثل همّنا، وإنّه لَمِنَ المَعَرّة أن يستجدي الأحفادُ ما هو مطمور في خزائن أجدادهم التي بين أيديهم، ولا يكلفون أنفسهم شرف الاستنباط منها، ويرون أنَّ شرفَهم في أن يقتاوتوا فتاتَ موائدِ الأغيار، وأن ينبشوا الأجداث ليستخرجوا ما واراه الآخر من الفكر النقديّ الذي نسيه القوم ورغبوا عنه.
إنَّ غير قليل مما تقرأ من التفكير النَّقدي المستجدَى من الآخر على الشاطئ الغربيّ أنت واجدٌ أصولَه التي يمكن أن تُنْمَى إنْ صدقَ العزم في تراث أجدادنا وفي نتاج " البقاعي" خاصّة من تلك الأصول كثير نبيل.