فالفاتحة " أم الكتاب " جامعة الإشارة إلى كلَّ ما يكون بسببه الحمد لله، ثُم توزع عِلَلُ الحمد الكلية الأربعة كلّ علّة في سورة، وتنسق هذه السور على ترتيب العِلَلِ، فتكون سورة الأنعام مستهلة بالحمد لله على نعمة الإيجاد الأول:
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ * هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمّىً عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ) (الأنعام: ١-٢)
وسورة "الكهف " مستهلة بالحمد على نعمة الإبقاء الأول، وأعلاه نعمة إنزال الكتاب:
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا * قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا * مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا * وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا * مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إلاَّ كَذِبًا﴾
(الكهف: ١-٥)
وسورة "سبأ "مستهلة بالحمد لله على نعمة الإيجاد الثاني (البعث)


الصفحة التالية
Icon