وينظر البقاعي أيضًا في مناسبة اصطفاء كلمة" إبليس" لسياقها وكلمة" الشيطان" لسياقها وكلٌ منهما مراد به شيءٌ واحد.
في سورة: " البقرة" جاء البيان بكلمة " إبليس" في سياق الامتناع عن السجود (ي: ٣٤) وفي" الأعراف" (ي: ١١) والحجر (ي: ٣١) والإسراء (ي: ٦١) وطه (ي: ١١٦)
وفي سياق إغواء آدم وحواء جاء البيان عنه نفسه بكلمة: " الشيطان" جاء في البقرة (ي: ٣٦) والأعراف" (ي: ٢٠) وطه (ي: ١٢٠)
فهذان اسمان لذاتٍ واحدةٍ غيرَ أنَّ القرآن الكريم يصطفي كلَّ اسمٍ في سياق غير الذي يصطفي فيه الآخر وذلك لتناسب مدلول مادة كل كلمة سياق وُرودِها
ينقل " البقاعي" عند قوله - سبحانه وتعالى -:
﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ (البقرة: ٣٤)
عن " أبي الحسن الحَرَالِّيِّ" في هذا قوله:
" إبليس": "من الإبلاس، وهو انقطاعُ سبب الرجاء الذي يكون عن اليأس من حيثُ قطع ذلك السبب " (١)
وينقل عنه في قول الله - عز وجل -:
﴿فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾ (البقرة: ٣٦)
قوله: ((الشيطان: هو مما أخذ من أصلين:
من الشطن وهو البعد الذي منه سمى الحبل الطويل، ومن الشيط الذي هو الإسراع في الاحتراق | فهو من المعنيين مشتق كلفظ" إنسان" و" ملائكة)) (٢) |
(٢) – نظم الدرر: ١ /٢٨٧