قال عبد المنعم بن النحوي: خرج القاضي أبو محمد العلوي وجماعة من الشيوخ إلى "داريا"١ إلى ابن داود، فأخذوه بجامع دمشق في سنة ثمان وثمانين وثلاث مائة، وجاؤوا به بعد أن منعهم أهل داريا، وتنافسوا، حتى قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي نصر: يا أهل "داريا" ألا ترضون أن يسمع في البلاد أن أهل دمشق احتاجوا إليكم في إمام، فقالوا: قد رضينا، فقدمت له بغلة القاضي فأبى، وركب حماره، ودخل معهم، فسكن في المنارة الشرقية، وكان يقرئ بشرقي الرواق الأوسط، ولا يأخذ على الإمامة رزقاً، ولا يقبل ممن يقرأ عليه براً، ويقتات من غلة أرض له "بداريا" ويحمل ما يكفيه من الحنطة، ويخرج بنفسه إلى الطاحون فيطحنه، ثم يعجنه ويخبزه.
قال الكتاني: كان ثقة، انتهت إليه الرئاسة في قراءة الشاميين، توفي رحمه الله سنة اثنتين وأربع مائة. ٢
٢ انظر: معرفة القراء ١/٣٦٦-٣٦٧، وغاية النهاية ١/٥٤١-٥٤٢ وشذرات الذهب ٣/١٦٣.
مكي بن أبي طالب (ت ٤٣٧هـ)
مكي بن أبي طالب، واسم أبي طالب "حموش" بن محمد بن مختار الإمام أبو محمد القيسي المغربي، القيرواني، ثم الأندلسي القرطبي، العلامة المقرئ.
ولد سنة خمس وخمسين وثلاث مائة بالقيروان، وحج وسمع بمكة من أحمد بن فراس، وأبي القاسم عبيد الله السقطي.