إلى وطنه دمشق سنة سبع وخمسين، فأقبل الناس عليه بالقراءة جمعاً وغيره واشتهر أمره، وارتفع ذكره، وانفرد بهذا العلم في جميع الشام.
له رسالة في التجويد سماها " المنحة السنية"، ثم شرحها شرحاً لطيفاً جمع فيه غالب أحكام التجويد، وسماه "اللطائف البهية"، وله نظم في بعض القواعد من فن القراءات، وبالجملة، فهو فريد عصره، أنجب تلامذة فضلاء، لهم في فن التجويد والقراءات اليد البيضاء، بعد أن كان هذا الفن وشيكاً على الاضمحلال في الشام في عصره، فكثر القارئون في زمنه.
توفي رحمه الله سبع وثلاثمائة بعد الألف. ١
١ حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر بعد الرزاق البيطار ١/٢٥٣-٢٥٤.
العلامة المتولي (ت ١٣١٣هـ)
هو الأستاذ، المحقق المدقق، المتقن الضابط، الشيخ محمد بن أحمد الشهير بالمتولي.
ولد في سنة ١٢٤٨هـ، وقيل خمسين ومائتين وألف من الهجرة بالقاهرة ولما أتم حفظ القرآن الشريف التحق بالأزهر، وحصل كثيراً من العلوم الشرعية والعربية، وطيبة النشر، وعقيلة أتراب القصائد، وتلقى القراءات العشر، والأربع الزائدة عليها على أستاذ وقته: العلامة المتقن المحقق السيد أحمد الدري الشهير بالتهامي، واشتغل بتلقينها والتأليف فيها، فأجاد وأفاد، توفي عام ١٣١٣هـ.
ومن مؤلفاته: فتح الكريم: في تجويد القرآن العظيم، وفتح الرحمن: في تجويد القرآن وهو أوسع من مؤلفه السابق، رسالة في مذاهب القراء السبعة في