كتاب المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها.
مؤلفه:
هو عثمان بن جني الأزدي، ولا يعرف من نسب ابن جني غير أبيه، وكنيته أبو الفتح، وقد ولد ابن جني بالموصل، وفيها نشأ، وإليها ينسب، ولد سنة ٣٢٢هـ أو ٣٢١هـ وتوفي سنة ٣٩٢هـ وابن جني أحد الأعلام المشهورين بالعلم والفضل وقد أحصي له في مقدمة الخصائص تسعة وأربعون كتاباً.
التعريف بالكتاب:
بعد أن ألف أبو علي الفارسي كتابه الحجة للقراء السبعة، فكر أن يؤلف كتاباً مثله يحتج فيه للقراءات الشاذة، فاعترضت خوالج هذا الدهر دونه.
من أجل هذا تجرد ابن جني للقراءات الشاذة ينوب عن شيخه في الاحتجاج لها، ويؤدي حقها عليه، كما أدى شيخه حق القراءات غير الشاذة عليه، إذ كانت داعية الاحتجاج للنوعين ثابتة، والاستجابة لها لازمة.
ومنهج المحتسب كمنهج الحجة لأبي علي الفارسي، ولا يكاد يخالفه إلا بمقدار ما تقتضيه طبيعة الاحتجاج لجماعة القراء والقراءة الشاذة، فأبو الفتح يعرض القراءة ويذكر من قرأ بها، ثم يرجع في أمرها إلى اللغة، يلتمس لها شاهداً فيرويه أو نظيراً فيقيسها عليه، أو لهجة فيردها إليها ويؤنسها بها، أو تأويلاً أو توجيهاً فيعرضه في قصد وإجمال.


الصفحة التالية
Icon