فقال لهم جابر بن عبد الله أنشدكم الله في نبيكم ودينكم وذراريكم قالوا والله لا يكون اليوم قتال ولو نعلم قتالا لاتبعناكم قال الله هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم الذين قالوا لإخوانهم يعني من قتل من المؤمنين يوم أحد هم فيما أظهره المنافقون من الإيمان إخوانهم وقعدوا عن القتال لو أطاعونا ما قتلوا أي ما خرجوا مع محمد قال الله لنبيه قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين أي لا تستطيعون أن تدرءوه يعني تدفعوه آية ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون قال محمد بل أحياء بالرفع المعنى بل هم أحياء فرحين بما آتاهم الله من فضله أي من الشهادة والرزق ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الآية يقول بعضهم لبعض تركنا إخواننا فلانا وفلانا وفلانا يقاتلون العدو فيقتلون إن شاء الله فيصيبون من الرزق والكرامة والأمن يحيى عن خالد عن أبي عبد الرحمن عن أبي صالح عن ابن عباس قال لما قدمت أرواح أهل أحد على الله جعلت في حواصل طير خضر
تسرح في الجنة ثم تأوي إلى قناديل من ذهب معلقة بالعرش يجاوب بعضها بعضا بصوت لم تسمع الخلائق بمثله يقولون يا ليت إخواننا الذين خلفنا من بعدنا علموا مثل الذي علمنا فسارعوا إلى مثل ما سارعنا فيه فإنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا فوعدهم الله ليخبرن نبيه بذلك حتى يخبرهم فأنزل الله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا إلى قوله أجر المؤمنين آية