قال محمد وقد قيل الذلة الصغار والمسكنة الخضوع وباءوا بغضب من الله يعني استوجبوا قال محمد معنى باءوا في اللغة رجعوا يقال بؤت بكذا فأنا أبوء به ولا يقال باء إلا بشر ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله يعني بأمر الله آية والذين هادوا يعني تهودوا والنصارى قال قتادة سموا نصارى لأنهم كانوا بقرية يقال لها ناصرة والصابين قال قتادة هم قوم يقرءون الزبور ويعبدون الملائكة قال يحيى وبعضهم يقرءونها والصائبين مهموزة
قال محمد وأصل الكلمة من قولهم صبأ نابه إذا خرج فكان معنى الصابئين خرجوا من دين إلى دين والتهود أصله التعود يقال للعائد هائد ومتهود فلهم أجرهم يعني من آمن بمحمد ﷺ وعمل بشريعته ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون قال محمد القراءة ولا خوف عليهم بالرفع والنصب جائز وقد قرئ بهما آية وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور يعني فوق رءوسكم خذوا ما آتيناكم يعني التوراة بقوة بجد واذكروا ما فيه أي احفظوا ما فيه واعملوا به والطور جبل كانوا في أصله فاقتلع وأشرف ففعلوا ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته ل حين لم يعجل لكم العذاب لكنتم من الخاسرين يعني المعذبين
آية ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت يقول هذا لعلمائهم فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين أي صاغرين في تفسير الحسن قال محمد وقيل خاسئين يعني مبعدين يقال خسأت فلانا عني وخسأت الكلب أي باعدته قال يحيى واعتداؤهم أخذهم الصيد في يوم السبت وسيأتي تفسيره في سورة الأعراف فجعلناها نكالا أي عبرة لما بين يديها قال قتادة يعني لما سلف من ذنوبهم قبل أن يصيدوا الحيتان وما خلفها يعني ما بعد تلك الذنوب وهو أخذهم الحيتان قال محمد والهاء التي في جعلناها هي على هذا التأويل للفعلة وقيل المعنى جعلنا قرية أصحاب السبت نكالا لما بين يديها من القرى وما خلفها ليتعظوا بهم والله أعلم آية


الصفحة التالية
Icon