ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم أي كما أخذنا ميثاق اليهود فنسوا حظا مما ذكروا به هي مثل الأولى فأغرينا بينهم العداوة أي ألقينا بينهم العداوة والبغضاء قال الحسن يعني به عامتهم قال محمد أغرينا حقيقته في اللغة ألصقنا وتأويل العداوة والبغضاء أي صاروا فرقا يكفر بعضهم بعضا يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا قال قتادة هو محمد يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب يعني ما حرفوه منه وأخفوا الحق فيه ويعفو عن كثير مما كان حرم عليهم أي يحله لهم قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يعني القرآن يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام والسلام هو الله كقولهم لنهدينهم سبلنا سورة المائدة من الآية إلى الآية
وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قالت اليهود لأنفسها وقالت النصارى لأنفسها قال الحسن يقولون قربنا من الله وحبه إيانا كقرب الولد من والده وكحب الوالد ولده ليس على حد ما قالت النصارى لعيسى قال الله للنبي قل فلم يعذبكم بذنوبكم فجعل منكم القردة والخنازير لو كان لكم هذا القرب وهذه المحبة ما عذبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء للمؤمنين ويعذب من يشاء الكافرين يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا وهو محمد يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا لئلا تقولوا يوم القيامة ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير يبشر بالجنة ونذير ينذر من النار قال قتادة ذكر لنا أن الفترة التي كانت ما بين عيسى ومحمد ستمائة سنة أو ما شاء الله من ذلك سورة المائدة من الآية إلى الآية


الصفحة التالية
Icon