قال قتادة حملهم حسد محمد والعرب على أن كفروا به وهم يجدونه مكتوبا عندهم كلما أوقدوا نارا للحرب لحرب رسول الله أطفأها الله يعني أذلهم الله ونصره عليهم ويسعون في الأرض فسادا أي يدعون فيها إلا خلاف دين الله وهم يعلمون ذلك سورة المائدة من الآية إلى الآية ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا قال قتادة يقول لو آمنوا بما أنزل الله واتقوا ما حرم عليهم لكفرنا عنهم سيئاتهم الآية ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم قال قتادة يعني لأعطتهم السماء مطرها والأرض نباتها وإقامتهم التوراة والإنجيل أن يؤمنوا بمحمد لأنهم قد أمروا بذلك قوله منهم أمة مقتصدة أي متبعة يعني من آمن من أهل الكتاب برسول الله وبما جاء به وكثير منهم ساء ما بئس ما يعملون يعني من ثبت منهم على اليهودية والنصرانية سورة المائدة من الآية إلى الآية
يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك الآية يحيى عن أبي أمية عن الحسن أن رسول الله ﷺ شكا إلى ربه من قومه فقال يا رب إن قومي قد خوفوني فأعطني من قبلك آية أعلم أن لا مخافة علي فأوحى الله إليه أن يأتي وادي كذا فيه شجرة كذا فليدع غصنا منها يأته فانطلق إلى الوادي فدعا غصنا منها فجاء يخط في الأرض خطا حتى انتصب بين يديه فحبسه ما شاء الله أن يحبسه ثم قال ارجع كما جئت فرجع فقال رسول الله علمت يا رب أن لا مخافة علي إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن منهم بالله واليوم الآخر يعني من آمن منهم بمحمد ودخل في دينه وشريعته قال محمد اختلف القول في رفع الصابئون والأجود أنه محمول على التأخير ومرفوع بالابتداء المعنى إن الذين آمنوا والذين هادوا من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ل والصابئون والنصارى