فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكنه الله رمى قال الكلبي لما صاف رسول الله المشركين دعا بقبضة من حصباء الوادي وترابه فرمى بها في وجوه المشركين فملأ الله منها وجوههم وأعينهم ترابا وقذف في قلوبهم الرعب فانهزموا وأتبعهم المؤمنون يقتلونهم ويأسرونهم وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا ينعم على المؤمنين بقتلهم المشركين ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين أي مضعف إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح قال الكلبي بلغنا أن المشركين لما صافوا رسول الله ﷺ يوم بدر قالوا اللهم ربنا أينا كان أحب إليك وأرضى عندك فانصره فنصر الله نبيه وقال إن تستفتحوا يعني تستنصروا فقد جاءكم الفتح النصر يعني أن الله قد نصر نبيه وإن تنتهوا يعني عن قتال محمد فهو خير لكم وإن تعودوا نعد عليكم بالهزيمة سورة الأنفال من الآية إلى الآية
ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون يعني الحجة ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون الهدى إن شر الدواب الخلق عند الله الصم عن الهدى فلا يسمعونه البكم عنه فلا ينطقون به الذين لا يعقلون الهدى ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون هي كقوله ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم يريد القرآن واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه تفسير الضحاك بن مزاحم يحول بين قلب المؤمن وبين معصيته وبين قلب الكافر وبين طاعته واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة أي أنها إذا نزلت تعم الظالم وغيره قال الحسن خاطب بهذا أصحاب النبي ﷺ سورة الأنفال من الآية إلى الآية