لن يتقبل منكم قال محمد قوله قل أنفقوا قال بعض النحويين فيه هذا لفظ أمر ومعناه معنى الشرط والخبر أي يقول إن أنفقتم طائعين أو مكرهين لن يتقبل منكم قال ومثل هذا المعنى من الشعر قول كثير أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة لدينا ولا مقلية إن تقلت فلم يأمرها بالإساءة لكن أعلمها أنها إن أساءت أو أحسنت فهو على عهدها قوله وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله وأظهروا الإيمان ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون للإنفاق في سبيل الله سورة التوبة من الآية إلى الآية
فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا تفسير الحسن يعني أنهم ينفقون أموالهم ويشخصون أبدانهم يقاتلون أولياءهم المشركين مع أعدائهم المؤمنين لأنهم يخفون لهم العداوة فهو تعذيب لهم في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم أي تذهب ويحلفون بالله إنهم لمنكم فيما أظهروا من الإيمان وما هم منكم فيما يسرون من الكفر ولكنهم قوم يفرقون على دمائهم إن أظهروا الشرك لو يجدون ملجأ يعني حصنا يلجئون إليه أو مغارات يعني غيرانا أو مدخلا أي سربا لولوا إليه مفارقة للنبي ولدينه وهم يجمحون أي يسرعون ومنهم من يلمزك في الصدقات أي يعيبك ويطعن عليك فإن أعطوا منها رضوا الآية قال قتادة إن رجلا حديث عهد بأعرابية أتى النبي ﷺ وهو يقسم ذهبا وفضة فقال يا محمد إن كان الله عز وجل قد أمرك أن تعدل فما عدلت منذ اليوم فقال رسول الله ﷺ ويلك فمن يعدل عليك بعدي ثم قال احذروا هذا وأشباهه فإن في أمتي أشباه هذا قوم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم سورة التوبة من الآية فقط


الصفحة التالية
Icon