ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله فأوسع علينا من الرزق لنصدقن يعني الصدقة ولنكونن من الصالحين من يطيع الله عز وجل ورسوله فلما آتاهم من فضله بخلوا به منعوا حق الله عز وجل وتولوا عن الصلاح وهم معرضون عن أمر الله فأعقبهم نفاقا في قلوبهم لا يتوبون منه إلى يوم يلقونه ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم ما يتناجون به من النفاق إذ ذاك بما أنزل الله عز وجل في كتابه وقامت به الحجة عليهم سورة التوبة من الآية إلى الآية ل الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات قال قتادة ذكر لنا أن عبد الرحمن بن عوف جاء بنصف ماله إلى رسول الله ﷺ أحسبه قال يا رسول الله هذا نصف مالي أتيتك به وتركت نصفه لعيالي
فدعا الله أن يبارك له فيما أعطى وفيما أمسك فلمزه المنافقون قالوا ما أعطى هذا إلا سمعة ورياء وأقبل رجل من فقراء المسلمين من الأنصار يقال له أبو عقيل فقال يا رسول الله بت الليلة أجر الجرير على صاعين من تمر فأما صاع فأمسكه لأهلي وأما صاع فهذا هو فقال له نبي الله ﷺ خيرا فقال المنافقون والله إن كان الله ورسوله لغنيين عن صاع أبي عقيل فأنزل الله سبحانه هذه الآية إلى قوله والله لا يهدي القوم الفاسقين قال قتادة لما نزل في هذه الآية استغفر لهم أو لا تستغفر لهم قال رسول الله قد خيرني ربي فوالله لأزيدنهم على السبعين فأنزل الله عز وجل في سورة المنافقين سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم الآية قال محمد وقوله عز وجل والذين لا يجدون إلا جهدهم يعني طاقتهم الجهد الطاقة والجهد بفتح الجيم المشقة يقال فعلت ذلك بجهد أي بمشقة وقوله عز وجل سخر الله منهم أي جازاهم جزاء السخرية


الصفحة التالية
Icon