يتمونها على ما سن رسول الله ﷺ في كل صلاة منها ومما رزقناهم ينفقون يعني الزكاة المفروضة على سنتها أيضا والذين يؤمنون بما أنزل إليك يعني القرآن وما أنزل من قبلك يعني التوراة والإنجيل والزبور يصدقون بها ولا يعملون إلا بما في القرآن أولئك على هدى بيان من ربهم وأولئك هم المفلحون السعداء آية إن الذين كفروا سواء عليهم آنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون يعني الذين سبق لهم في علم الغيب أنهم يلقون الله بكفرهم ختم الله على قلوبهم يعني طبع فهم لا يفقهون الهدى وعلى سمعهم فلا يسمعونه وعلى أبصارهم غشاوة فلا يبصرونه قال محمد غشاوة يعني غطاء آية
قال يحيى ثم ذكر صفنا آخر من الناس يعني المنافقين فقال ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين إنما تكلموا به في العلانية يخادعون الله والذين آمنوا حتى يكفوا عن دمائهم وأموالهم وسبي ذراريهم ومخادعتهم لرسول الله وللمؤمنين مخادعة لله وما يخادعون إلا أنفسهم أي أن ذلك يرجع عليهم عذابه وثواب كفره وما يشعرون أن ذلك راجع عليهم في قلوبهم مرض قال الحسن يعني شكا فزادهم الله مرضا بالطبع على قلوبهم ولهم عذاب أليم موجع في الآخرة بما كانوا يكذبون بقلوبهم في قراءة من قرأها بالتثقيل ومن قرأها بالتخفيف يكذبون يعني في قولهم آمنا وقلوبهم على الكفر آية وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض يعني لا تشركوا قالوا إنما نحن مصلحون أي أظهروا الإيمان ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون


الصفحة التالية
Icon