ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا وهي في قراءة ابن مسعود أعصر عنبا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا وهي في قراءة ابن مسعود ثريدا أي قصعة من ثريد إنا نراك من المحسنين قال قتادة كان إحسانه فيما بلغنا أنه كان يداوي جرحاهم ويعزي حزينهم ورأوا منه إحسانا فأحبوه على فعله وكان الذي قال إني أراني أعصر خمرا ساقي الملك على شرابه وكان الذي قال إني أراني أحمل فوق رأس خبزا خباز الملك على طعامه قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله أي بمجيئه قبل أن يأتيكما أي من قبل أن يأتيكما ذلكما مما علمني ربي أي بما يطلعني الله عليه ذلك من فضل الله علينا يعني النبوة التي أعطاهم وعلى الناس أي وفضله على الناس يعني الإسلام ولكن أكثر الناس لا يشكرون لا يؤمنون يا صاحبي السجن يعني الفتيين اللذين سجنوا معه أأرباب متفرقون يعني الأوثان التي تعبدون من دون الله من صغير وكبير ووسط خير أم الله أي أن الله خير منهم ما أنزل الله بها من سلطان من حجة يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا وأما الآخر ل فيصلب فتأكل الطير من رأسه قال لساقي الملك أما أنت فترد على عملك وقال للخبار وأما أنت فتصلب فتأكل الطير من رأسك قال الكلبي لما عبر لهما الرؤيا قال الخباز يا يوسف لم أر شيئا قال
قضي الأمر الذي فيه تستفتيان أي كالذي قلته كذلك يقضى لكما وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك أي اذكر أمري عند سيدك يعني الملك فأنساه الشيطان ذكر ربه يعني يوسف حين رغب إلى الساقي أن يذكره عند الملك وذلك بعد ما لبث في السجن خمس سنين يتضرع إلى الله ويدعوه فلبث في السجن بضع سنين قال قتادة لبث في السجن بعد قوله اذكرني عند ربك سبع سنين عقوبة لقوله ذلك سورة يوسف من الآية إلى الآية