آوى إليه أخاه أي ضمه فلا تبتئس بما كانوا يعملون قال الحسن يقول لا تغتم بما كان من أمرك فلما جهزهم بجهازهم يعني الميرة ووفى لهم الكيل جعل السقاية في رحل أخيه والسقاية إناء الملك الذي كان يسقى فيه وهو الصواع وخرج إخوة يوسف وأخوهم معهم وساروا ثم أذن مؤذن نادى مناد أيتها العير يعني أهل العير إنكم لسارقون ولمن جاء به حمل بعير من الطعام وأنا به زعيم كفيل قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه أي يؤخذ به عبدا وكذلك كان الحكم به عندهم أن يؤخذ بسرقته عبدا يستخدم على قدر سرقته وكان قضاء أهل مصر أن يغرم السارق ضعفي ما أخذ ثم يرسل فقضوا على أنفسهم بقضاء أرضهم مما صنع الله ليوسف فذاك قوله كذلك كدنا ليوسف أي صنعنا له ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك أي على قضاء
ملك مصر القضاء إليه إلا أن يشاء الله قال محمد قيل يعني إلا بعلة كادها الله له ل اعتل بها يوسف وفوق كل ذي علم عليم قال الحسن أجل والله لفوق كل ذي علم عليم حتى ينتهي العلم إلى الذي جاء به وهو الله وكل شيء فعله يوسف من أمر أخيه إنما هو شيء قبله عن الله قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل يعنون يوسف وكان جده أبو أمه يعبد الأوثان فقالت له أمه يا يوسف اذهب فخذ القفة التي فيها أوثان أبي ففعل وجاء بها إلى أمه فتلك سرقته التي أرادوا فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكانا ممن قلتم له هذا قال قتادة هذه الكلمة أنتم شر مكانا هي التي أسر في نفسه ولم يبدها لهم وهذا من مقاديم الكلام والله أعلم بما تصفون أي إنه كذب سورة يوسف من الآية إلى الآية


الصفحة التالية
Icon