وقد قيل المحال الحيلة ومن هذا قول ذي الرمة ولبس بين أقوام وكل أعد له الشغارب والمحالا يعني الكيد والمكر سورة الرعد من الآية إلى الآية له دعوة الحق هي لا إله إلا الله والذين يدعون من دونه يعني الأوثان لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه هذا مثل الذي يعبد الأوثان رجاء الخير في عبادتها هو كالذي يرفع بيده الإناء إلى فيه يرجو به الحياة فمات قبل أن يصل إلى فيه فكذلك المشركون حيث رجوا منفعة آلهتهم ضلت عنهم وما دعاء الكافرين آلهتهم إلا في ضلال
ولله يسجد من في السموات والأرض الآية تفسير الحسن قال ولله يسجد من في السموات ثم انقطع الكلام فقال والأرض أي ومن في الأرض طوعا وكرها أي طائعا وكارها قال الحسن قال رسول الله ﷺ والله لا يجعل الله من دخل في الإسلام طوعا كمن دخله كرها قال الحسن وليس يدخل في الكره من ولد في الإسلام وظلالهم بالغدو والآصال الآصال العشي تفسير السدي إذا سجد الأشياء سجد ظله معه قل ل من رب السموات والأرض قل الله فإذا أقروا بذلك فقل أفتخذتم من دونه أولياء يعني أوثانهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا وهذا استفهام على معرفة أي قد فعلتم قل هل يستوي الأعمى والبصير وهذا مثل الكافر والمؤمن الكافر أعمى عن الهدى والمؤمن أبصر الإيمان أم هل تستوي الظلمات والنور على الاستفهام أي أن ذلك لا يستوي أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم تفسير الحسن يقول هل يدعون أن تلك الأوثان خلقت مع الله شيئا فلم يدروا أي الخالقين يعبدون هل رأوا ذلك وهل يستطيعون أن يحتجوا به على الله يوم القيامة أي أنهم لا يدعون ذلك وأنهم يقرون أن الله خلق كل شيء فكيف عبدوا هذه الأوثان من دون الله ثم قال الله قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار


الصفحة التالية
Icon