فأصابهم سيئات ما عملوا ثواب ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون أي ثواب ما كانوا به يستهزئون بآيات الله وبالرسل ولا حرمنا من دونه من شيء وهو ما حرموا على أنفسهم من البحيرة والسائبة وغير ذلك فقال الله جوابا لقولهم كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إلا البلاغ المبين ولقد بعثنا في كل أمة رسولا يعني ممن أهلك بالعذاب أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت والطاغوت الشيطان هو دعاهم إلى عبادة الأوثان فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين كان عاقبتهم أن دمر الله عليهم ثم صيرهم إلى النار إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل كقوله من يضلل الله فلا هادي له سورة النحل من الآية إلى الآية وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت قال بلى وعدا عليه حقا ليبعثهم
قال محمد وعدا مصدر والمعنى وعد بالبعث وعدا ليبين لهم الذي يختلفون فيه أي ما كانوا يختلفون في الدنيا يعني المؤمنين والكافرين وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين في قولهم في الدنيا لا يبعث الله من يموت إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له قبل أن يكون ل كن فيكون قال محمد فيكون بالرفع على معنى فهو يكون والذين هاجروا في الله إلى المدينة من بعد ما ظلموا من بعد ما ظلمهم المشركون وأخرجوا ديارهم من مكة لنبوئنهم في الدنيا حسنة يعني المدينة في تفسير قتادة ولأجر الآخرة الجنة أكبر من الدنيا لو كانوا يعلمون لعلموا أن الجنة خير من الدنيا الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون قال الحسن وهم الذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا سورة النحل من الآية إلى الآية


الصفحة التالية
Icon