أفبالباطل يؤمنون على الاستفهام أي قد آمنوا بالباطل والباطل إبليس وبنعمة الله هم يكفرون هو كقوله ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون يعني الأوثان التي يعبدون هو كقوله ولا يملكون لأنفسهم يعني الأوثان ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا فلا تضربوا لله الأمثال فتشبهوا هذه الأوثان الميتة التي لا تحيي ولا تميت ولا ترزق بالله الذي يحيي ويميت ويرزق ويفعل ما يريد سورة النحل من الآية إلى الآية ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء تفسير قتادة هذا مثل ضربه الله للكافر رزقه الله مالا فلم يقدم منه خيرا ولم يعمل فيه بطاعة ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه وهذا مثل المؤمن أعطاه الله رزقا حلالا طيبا فعمل فيه بطاعته وأخذه بشكر هل يستويان مثلا أي أنهما لا يستويان الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون وهم المشركون
وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم أي لا يتكلم يعني الوثن لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه على وليه الذي يتولاه ويعبده أي أنه عمله بيده وينفق عليه كسبه أينما يوجهه هذا العابد له يعني دعاءه إياه لا يأت بخير هل يستوي هذا الوثن ومن يأمر بالعدل وهو الله وهو على صراط مستقيم هو مثل قوله إن ربي على صراط مستقيم سورة النحل من الآية إلى الآية ولله غيب السموات والأرض أي يعلم غيب السموات وغيب الأرض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب بل هو أقرب من لمح البصر ولمح البصر أنه يلمح السماء وهي على مسيرة خمسمائة عام قال محمد قيل إن الساعة اسم لإماتة الخلق وإحيائهم فأعلم جل وعز أن البعث والإحياء في سرعة القدرة على الإتيان بهما كلمح البصر أو هو أقرب ليس يريد أن الساعة تأتي في أقرب من لمح البصر والله أعلم ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء كبد السماء ما يمسكهن