ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه أي لا تتله حتى نتمه لك كان النبي إذا نزل عليه الوحي يقرؤه ويدئب فيه نفسه مخافة أن ينسى ولقد عهدنا إلى آدم من قبل يعني ما أمر به ألا يأكل من الشجرة فنسي يعني فترك ما أمر به ولم نجد له عزما أي صبرا فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى في الدنيا يعني الكد فيها إن لك ألا تجوع فيها يعني في الجنة ولا تعرى كانا كسيا الظفر وأنك لا تظمأ فيها أي لا تعطش ولا تضحى أي لا تصيبك شمس قال محمد يقال ضحي الرجل يضحى إذا برز إلى الضحى وهو حر الشمس وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ل يعني جعلا يرقعانه كهيئة الثوب وعصى آدم ربه فغوى ولم يبلغ بمعصيته الكفر ثم اجتباه ربه فتاب عليه من ذلك الذنب وهدى أي مات على الهدى فمن اتبع هداي يعني رسلي وكتبي فلا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة ومن أعرض عن ذكري فلم يؤمن فإن له معيشة ضنكا يحيى عن عبد الله بن عرادة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال قال رسول الله ﷺ معيشة ضنكا يعني عذاب
القبر قال محمد أصل الضنك في اللغة الضيق والشدة يقال ضنك عيشه ضنكا وضنكا وقالوا معيشة ضنكا أي شديدة يحيى عن أبي أمية عن يونس بن خباب عن المنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء بن عازب أن رسول الله ﷺ اتبع جنازة رجل من الأنصار فلما انتهى إلى قبره وجده لم يلحد فجلس وجلسنا حوله كأنما على رءوسنا الطير وبيده عود وهو ينكت به في الأرض ثم رفع رأسه فقال اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر قالها ثلاثا إن المؤمن إذا كان في قبل من الآخرة وانقطاع من الدنيا أتته ملائكة وجوههم كالشمس بحنوطه وكفنه فجلسوا بالمكان الذي يراهم منه فإذا خرج روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض وكل ملك في السموات وفتحت أبواب السماء كل باب منها يعجبه أن يصعد روحه منه فينتهي الملك إلى ربه فيقول يا رب