أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون أي يحيون الموتى هذا على الاستفهام أي أنهم قد اتخذوا آلهة لا يحيون الموتى قال محمد يقال أنشر الله الموتى فنشروا لو كان فيهما يعني في السموات والأرض آلهة إلا الله غير الله لفسدتا لهلكتا فسبحان الله رب العرش ينزه نفسه عما يصفون يقولون لا يسأل عما يفعل بعباده وهم يسألون والعباد يسألهم الله عن أعمالهم أم اتخذوا من دونه آلهة على الاستفهام أي قد فعلوا وهذا الاستفهام وأشباهه استفهام على معرفة قل هاتوا برهانكم يعني حجتكم على ما تقولون إن الله أمركم أن تتخذوا من دونه آلهة أي ليست عندهم بذلك حجة هذا ذكر من معي قال قتادة يعني القرآن وذكر من قبلي يعني أخبار الأمم السالفة وأعمالهم ليس فيها اتخاذ آلهة دون الله بل أكثرهم يعني جماعتهم لا يعلمون الحق فهم معرضون عن الحق وقالوا اتخذ الرحمن ولدا قال قتادة قالت اليهود إن الله صاهر إلى الجن فكانت من بينهم الملائكة قال الله سبحانه ينزه نفسه عما قالوا بل عباد مكرمون يعني الملائكة هم كرام على الله لا يسبقونه بالقول فيقولون شيئا لم يقبلوه عن الله يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم تفسير السدي يعني يعلم ما كان قبل خلق الملائكة وما كان بعد خلقهم ولا
يشعفون إلا لمن ارتضى أي لمن رضي سورة الأنبياء من آية آية ومن يقل منهم إني إله من دونه الآية قال قتادة هذه في إبليس خاصة لما دعا إلى عبادة نفسه وقال الحسن ومن يقل ذلك منهم إن قاله ولا يقوله أحد منهم وكان يقول إن إبليس لم يكن منهم أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا قال السدي أو لم يعلم قال الحسن يعني ملتزقتين إحداهما على الأخرى ففتقناهما يقول فوضع الأرض ورفع السماء قال محمد قوله كانتا رتقا لأن السموات يعبر عنها بالسماء بلفظ الواحد وكذلك الأرض ومعنى رتقا أي شيئا واحدا


الصفحة التالية
Icon