والكسر في معنى الاستهزاء وقد قال بعض أهل اللغة ما كان من الاستهزاء فهو بالكسر وما كان من جهة التسخير فهو بالضم حتى أنسوكم ذكري ليس يعني أن أصحاب الأنبياء أنسوهم ذكر الله فأمروهم ألا يذكروه ولكن جحودهم واستهزاؤهم وضحكهم منهم هو الذي أنساهم ذكر الله إني جزيتهم اليوم بما صبروا في الدنيا إنهم بأنهم هم الفائزون الناجون من النار وتقرأ بالكسر إنهم قال محمد ومن كسر فالمعنى أني جزيتهم بما صبروا ثم أخبر فقال إنهم هو الفائزون قال كم لبثتم يقوله لهم في الآخرة في الأرض عدد سنين أي كم عدد السنين التي لبثتم في الأرض يريد بذلك أن يعلمهم قلة ل بقائهم في الدنيا فتصاغرت الدنيا عندهم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم وذلك لتصاغر الدنيا عندهم فاسأل العادين قال قتادة يعني الحساب الذين كانوا يحسبون آجالنا مثل قوله إنما نعد لهم عدا وهي آجالهم قال إن لبثتم إلا قليلا أي أن لبثكم في الدنيا في طول ما أنتم لابثون في
النار كان قليلا لو أنكم كنتم تعلمون يقول لو أنكم كنتم علماء لم تدخلوا النار قال محمد عدد منصوب بكم وقوله إن لبثتم معناه ما لبثتم سورة المؤمنون من آية آية أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا أي لغير بعث ولا حساب وأنكم إلينا لا ترجعون وهو على الاستفهام أي قد حسبتم ذلك ولم نخلقكم عبثا إنما خلقناكم للبعث والحساب فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم على الله وبعضهم يقرؤها بالرفع يقول الله الكريم ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به أي لا حجة له بذلك فإنما حسابه عند ربه يعني فإنما جزاؤه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون وهي تقرأ إنه بالكسر على معنى فإنما حسابه عند ربه أن يدخله النار ثم قال إنه لا يفلح الكافرون
قال محمد ومن قرأها بالفتح فالمعنى بأنه وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين يعني وأنت أفضل من يرحم أمر الله النبي عليه السلام بهذا الدعاء


الصفحة التالية
Icon