أرسل الرياح نشرا بين يدي رحمته يعني المطر قال محمد نشرا بالضم جمع نشور مثل رسول ورسل وأنزلنا من السماء ماء يعني المطر طهورا للمؤمنين يتطهرون به من الأحداث والجنابة لنحيي به بلدة ميتا يعني اليابس التي لا نبات فيها قال محمد ميتا ولفظ البلدة مؤنث لأن معنى البلد والبلدة واحد ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا قال محمد أناسي جمع إنسي مثل كرسي وكراسي سورة الفرقان من آية آية ولقد صرفناه بينهم أي قسمناه يعني المطر مرة لهذه البلدة ومرة لبلدة أخرى ليذكروا بهذا المطر فيعلموا أن الذي أنزل من المطر الذي
يعيش به الخلق وينبت به النبات في الأرض اليابسة قادر على أن يحيى الموتى فأبى أكثر الناس إلا كفورا قال سفيان الثوري يقولون مطرنا بنوء كذا ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا رسولا فلا تطع الكافرين فيما ينهونك عنه من طاعة الله وجاهدهم به بالقرآن وهذا الجهاد باللسان من قبل أن يؤمر بقتالهم وهو الذي مرج البحرين أي أفاض أحدهما في الآخر هذا عذب فرات أي حلو وهذا ملح أجاج أي مر وجعل بينهما برزخا أي حاجزا لا يرى لا يغلب المالح على العذب ولا العذب على المالح وحجرا محجورا حراما محرما أن يغلب احدهما على الآخر وهو الذي خلق من الماء بشرا خلق من النطفة إنسانا فجعله نسبا وصهرا قال محمد يعني قرابة النسب وقرابة النكاح وكان الكافر على ربه ظهيرا أي عوينا يقول يظاهر الشيطان على ترك أمر ربه سورة الفرقان من آية آية


الصفحة التالية
Icon