إن عذابها كان غراما أي لزاما قال محمد الغرام في اللغة أشد العذاب ومنه قولهم فلان مغرم بالنساء أي مهلك بهن إنها ساءت مستقرا ومقاما أي بئس المستقر هي والمنزل قال محمد مستقرا ومقاما منصوبان على التمييز المعنى أنها ساءت في المستقر والمقام والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا تفسير قتادة الإسراف النفقة في معصية الله والإقتار الإمساك عن حق الله وكان بين ذلك قواما وهذه نفقة الرجل على أهله سورة الفرقان من آية آية والذين لا يدعون أي لا يعبدون مع الله إلها آخر قال الحسن خاف قوم أن يؤخذوا بما عملوا في الجاهلية فأتوا رسول الله وذكروا الفواحش وقالوا قد قتلنا وفعلنا فأنزل الله والذين لا يدعون أي لا يعبدون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق يعني
بعد إسلامهم ولا يزنون يعني بعد إسلامهم ومن يفعل ذلك يلق أثاما قال قتادة يعني نكالا يضاعف له العذاب قال محمد تأويل الأثام في اللغة المجازاة على الشيء يقال قد لقي أثام ذلك أي جزاء ذلك ومن قرأ يضاعف له العذاب بالجزم فلأن مضاعفة العذاب لقي الأثام ومن قرأ يضاعف بالرفع فعلى معنى التفسير كأن قائلا قال ما لقي الأثام فقيل يضاعف للآثم العذاب إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا قال قتادة إلا من تاب أي رجع من ذنبه وآمن بربه وعمل صالحا فيما بينه وبين الله فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات فأما التبديل في الدنيا فطاعة الله بعد عصيانه وذكر الله بعد نسيانه ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا أي يقبل توبته إذا تاب قبل الموت سورة الفرقان من آية آية والذين لا يشهدون الزور الشرك وإذا مروا باللغو الباطل وهو ما فيه المشركون مروا كراما أي ليسوا من أهله والذين إذا ذكروا بآيات ربهم يعني القرآن لم يخروا عليها صما وعميانا أي لم يصموا عنها