الآخرة والذين اتقوا وهم المؤمنون فوقهم يوم القيامة أي خير منهم والله يرزق من يشاء بغير حساب قال بعضهم يعني من غير أن يحاسب نفسه لأن ما عند الله لا ينقص كما ينقص ما في أيدي الناس آية كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين تفسير قتادة ذكر لنا أنه كان بين آدم ونوح عليهما السلام عشرة قرون كلهم يعمل بطاعة الله على الهدى وعلى شريعة من الحق ثم اختلفوا بعد ذلك فبعث الله نوحا عليه السلام فكان أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم أي حسدا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه أي بأمره آية أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم أي سنن الذين مضوا من قبلكم
قال محمد المعنى ولما يصبكم مثل الذي أصاب الذين خلوا من قبلكم وهو الذي أراد يحيى مستهم البأساء والضراء البأساء البؤس والضراء المرض والجراح وزلزلوا أصابتهم الشدة حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله قال محمد من قرأ حتى يقول بالرفع فالمعنى حتى قال الرسول ومن نصب فعلى معنى حتى يكون من قول الرسول قال الله ألا إن نصر الله قريب قال الحسن وذلك أن الله وعدهم النصر والظهور فاستبطئوا ذلك لما وصل إليهم من الشدة فأخبر الله النبي عليه السلام والمؤمنين بأن من مضى قبلكم من الأنبياء والمؤمنين كان إذا بلغ البلاء منهم هذا عجلت لهم نصري فإذا ابتليتم أنتم بذلك أيضا فأبشروا فإن نصري قريب يسألونك ماذا ينفقون الآية نزلت هذه الآية قبل أن تنزل آية الزكاة ولم يكن ذلك يومئذ شيئا موقتا آية