لما نزلت هذه الآية ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده اشتدت عليهم فكانوا لا يخالطونهم في مطعم ولا نحوه فأنزل الله بعد ذلك وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح فرخص الله لهم ولو شاء الله لأعنتكم أي لترككم في المنزلة الأولى لا تخالطونهم فكان ذلك عليكم عنتا شديدا والعنت الضيق قال محمد قوله فإخوانكم القراءة بالرفع على معنى فهم إخوانكم آية ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة يتزوجها المسلم إذا لم يجد طولا خير من مشركة ولو أعجبتكم ثم نسخ المشركات من أهل الكتاب في سورة المائدة فأحلهن فقال والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والمحصنات في هذه الآية الحرائر ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا فحرم الله أن يتزوج المسلمة أحد
من المشركين فقال ولعبد مؤمن تتزوجه المسلمة خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار يعني المشركين يدعون إلى النار أي إلى دينهم قال والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه بأمره ويبين آياته للناس يعني الحلال والحرام لعلهم يتذكرون لكي يتذكروا آية ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ﷺ تفسير الحسن أن الشيطان أدخل على أهل الجاهلية في حيض النساء من الضيق ما أدخل على المجوس فكانوا لا يجالسونهن في بيت ولا يأكلون معهن ولا يشربون فلما جاء الإسلام سأل المسلمون رسول الله ﷺ في ذلك فأنزل الله قل هو أذى أي قذر فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن يعني المجامعة حتى يطهرن يعني حتى يرين البياض فإذا تطهرن يعني اغتسلن فأتوهن من حيث أمركم الله قال ابن عباس يعني من حيث أمركم الله أن تجتنبوهن وقال السدي من حيث يعني في حيث أمركم الله يعني في الفرج إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين من الذنوب