بطاعة الله كان له ذلك المنزل والأهل ومن عمل بمعصية الله صيره الله إلى النار وكان ذلك المنزل والأهل ميراثا لمن عمل بطاعة الله إلى منازلهم وأهليهم التي جعل الله لهم فصار جميع ذلك لهم لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل كقوله لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش ذلك الذي يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون قال محمد قوله ذلك يخوف الله به عباده موضع ذلك رفع بالابتداء المعنى ذلك الذي ذكرنا من العذاب يخوف الله به عباده وقوله يا عباد قراءة نافع بحذف الياء وهو الاختيار عند أهل العربية تفسير سورة الزمر من الآية إلى آية والذين اجتنبوا الطاغوت يعني الشياطين أن يعبدوها وذلك أن الذين يعبدون الأوثان إنما يعبدون الشياطين لأنهم هم دعوهم إلى عبادتها
وأنابوا إلى الله أقبلوا مخلصين إليه لهم البشرى يعني الجنة فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه اي بشرهم بالجنة والقول كتاب الله واتباعهم لأحسنه أن يعملوا بما أمرهم الله به فيه وينتهوا عما نهاهم الله عنه فيه أفمن حق عليه أي سبقت عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار اي تهدي من وجب عليه العذاب اي لا تهديه لهم غرف من فوقها غرف مبنية قال محمد قيل المعنى لهم منازل في الجنة رفيعة وفوقها منازل أرفع منها وعد الله الذي وعد المؤمنين يعني الجنة قال محمد القراءة وعد الله بالنصب بمعنى وعدهم الله وعدا فسلكه ينابيع في الأرض والينابيع العيون ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما كقوله واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح قال محمد قوله ثم يهيج أي يجف يقال للنبت إذا تم جفافه قد هاج النبت يهيج وهاجت الأرض إذا ذوى ما فيها من الخضر والحطام ما تفتت وتكسر من النبت وغيره


الصفحة التالية
Icon