لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان أي وجعلنا الميزان بالقسط أي بالعدل وأنزلنا الحديد أي وجعلنا ل الحديد أخرجه الله من الأرض فيه بأس شديد يعني ما يصنع منه من السلاح ومنافع للناس يعني ما ينتفعون به من الحديد في معايشهم وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب والغيب البعث والحساب والجنة والنار وإنما ينصر الله ورسوله من يؤمن بهذا وهذا علم الفعال إن الله قوي عزيز في نقمته تفسير سورة الحديد من الآية إلى آية ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فكان أول كتاب نزل فيه الحلال والحرام كتاب موسى قال فمنهم مهتد يعني
من ذريتهما وكثير منهم من ذريتهما فاسقون مشركون ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم بعدهم قال محمد معنى قفينا اتبعنا والمصدر تقفية وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة يرأف بعضهم ببعض ويرحم بعضهم بعضا ثم استأنف الكلام فقال ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم لم نكتبها عليهم إنما ابتدعوها ابتغاء رضوان الله ليتقربوا بها إلى الله قال الحسن ففرضها الله عليهم حين ابتدعوها قال محمد ورهبانية بالنصب على معنى وابتدعوا رهبانية قال فما رعوها يعني الرهبانية حق رعايتها ولا ما فرضنا عليهم أي ما أدوا ذلك إلى الله قوله يؤتكم كفلين من رحمته يعني أجرين ويجعل لكم نورا تمشون به يعني إيمانا تهتدون به لئلا يعلم أهل الكتاب هذه كلمة عربية يقول لئلا يعلم وليعلم بمعنى واحد ألا يقدرون على شيء أي أنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم